نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 245
فزعا، فقال: ألا أراك وضعت اللأمة و لم تضعها الملائكة بعد؟ لقد طردناهم إلى حمراء الأسد، إن اللَّه يأمرك أن تسير إلى بني قريظة، فإنّي عامد إليهم فمزلزل بهم حصونهم. [و يقال: جاءه على فرس أبلق] [1].
الخروج إلى قريظة
فدعا رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) عليا رضي اللَّه عنه فدفع إليه لواءه، و كان اللواء على حاله لم يحل من مرجعه من الخندق، و بعث بلالا رضي اللَّه عنه فأذن في الناس:
إن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يأمركم ألا تصلوا العصر إلا في بني قريظة.
و عن قتادة قال: بعث رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يومئذ مناديا، يا خيل اللَّه اركبي.
و لبس الدرع و المغفر و البيضة، و أخذ قناة بيده، و تقلد الترس، و ركب فرسه.
و حف به أصحابه و قد لبسوا السلاح و ركبوا الخيل و كانت ستة و ثلاثين فرسا، و كانت له (صلى اللَّه عليه و سلم) ثلاثة أفراس معه. و
قيل: خرج (صلى اللَّه عليه و سلم) و هو راكب على حمار عري [2]. و سار فمر بنفر من بني النجار قد صفوا و عليهم السلاح، فقال: هل مر بكم أحد؟ قالوا: نعم! دحية الكلبي، مر على بغلة عليها رحالة، عليها قطيفة من إستبرق، فأمرنا بلبس السلاح، فأخذنا سلاحنا و صففنا، و قال لنا: هذا رسول اللَّه يطلع عليكم الآن! فقال: ذلك جبريل.
وصول علي إلى حصن بني قريظة و سفاهة يهود
و انتهى إلى بني قريظة، و قد سبق عليّ في نفر من المهاجرين و الأنصار، و غرز الراية عند أصل الحصن، فاستقبلهم يهود يشتمون رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و أزواجه، فسكت المسلمون و قالوا: السيف بيننا و بينكم. فلما رأى عليّ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) رجع إليه، و أمر أبا قتادة الأنصاري أن يلزم اللواء.
مسيره (صلى اللَّه عليه و سلم) إليهم و ما قاله
و سار (صلى اللَّه عليه و سلم) إلى يهود، و قال يومئذ: الحرب خدعة.
و تقدمه أسيد بن حضير فقال: يا أعداء اللَّه! لا نبرح حصنكم حتى تموتوا جوعا، إنما أنتم بمنزلة ثعلب