نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 239
فركز فيها رمحه فاضطربت، و خر الفتى ميتا،
فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)- لما أخبر بذلك-: إن بالمدينة جنّا قد أسلموا فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام [1]، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان.
جوع المسلمين و خبر البركة في الطعام
و كان المسلمون قد أصابهم مجاعة شديدة، و كان أهلوهم يبعثون إليهم بما قدروا عليه، فأرسلت عمرة ابنة رواحة ابنتها بجفنة تمر عجوة في ثوبها إلى زوجها بشير ابن سعد بن ثعلبة الأنصاري، و إلى أخيها عبد اللَّه بن رواحة-
فوجدت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) جالسا في أصحابه فقال: تعالي يا بنية! ما هذا معك؟ فأخبرته، فأخذه في كفيه و نثره على ثوب بسط له، و قال لجعال بن سراقة: اصرخ، يا أهل الخندق أن هلم إلى الغداء:
فاجتمعوا عليه يأكلون منه حتى صدر أهل الخندق و إنه ليفيض من أطراف الثوب. و أرسلت أم متعب [2] الأشهلية [3] بقبعة فيها حيس [4] إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و هو في قبته مع أم سلمة، فأكلت حاجتها، ثم خرج بالقعبة فنادى مناديه:
هلم إلى عشائه! فأكل أهل الخندق حتى نهلوا و هي كما هي.
موادعة عيينة بن حصن ثم نقض ذلك
و أقام (صلى اللَّه عليه و سلم) و أصحابه محصورين بضع عشرة ليلة حتى اشتد الكرب، و
قال (صلى اللَّه عليه و سلم): اللَّهمّ إني أنشدك عهدك و وعدك، اللَّهمّ إنك إن تشأ لا تعبد.
و أرسل إلى عيينة بن حصن، و الحارث بن عوف- و هما رئيسا غطفان- أن يجعل لهما ثلث تمر المدينة و يرجعان بمن معهما، فطلبا نصف التمر، فأبى عليهما إلا الثلث، فرضيا. و جاءا في عشرة من قومهما حتى تقارب الأمر، و أحضرت الصحيفة و الدواة ليكتب عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه الصلح- و عباد بن بشر قائم على
[1] راجع: (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي) ج 1 ص 268- 272 حيث ذكر هذا الخبر بتمامه.
[2] كذا في (خ)، (ط)، و في (الواقدي) «أم عامر الأشهلية».
و الخبر بسنده و تمامه في (الاستيعاب) ج 3 ص 247 برقم 3576 و ترجمتها في (الإصابة) ج 3 ص 243 برقم 1368، و الخبر بسنده و تمامه في (المغازي) ج 2 ص 476، 477.