نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 175
فلما كانوا بأصل الحرة قال:
اصطفوا فنثني على اللَّه، فاصطف الرجال صفين خلفهم النساء ثم دعا فقال: اللَّهمّ لك الحمد كله، اللَّهمّ لا قابض لما بسطت و لا باسط لما قبضت، و لا مانع لما أعطيت و لا معطي لما منعت، و لا هادي لمن أضللت و لا مضل لمن هديت، و لا مقرب لما باعدت و لا مباعد لما قربت. اللَّهمّ إني أسألك النعيم المقيم الّذي لا يحول و لا يزول، اللَّهمّ إني أسألك الأمن يوم الخوف، و الغنى يوم الفاقة، عائذا بك اللَّهمّ من شر ما أعطيتنا و شرّ ما منعت منا. اللَّهمّ توفنا مسلمين. اللَّهمّ حبب إلينا الإيمان و زينه في قلوبنا، و كره إلينا الكفر و الفسوق و العصيان، و اجعلنا من الراشدين. اللَّهمّ عذب كفرة أهل الكتاب الذين يكذبون رسولك و يصدون عن سبيلك، اللَّهمّ أنزل عليهم رجسك و عذابك إله الحق.
آمين.
دخول رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) إلى المدينة
و أقبل حتى طلع على بني عبد الأشهل و هم يبكون على قتلاهم
فقال: لكن حمزة لا بواكي له:
فخرج الناس ينظرون إلى سلامته، فقالت أم عامر الأشهلية:
كل مصيبة بعدك جلل [1] و جاءت أم سعد بن معاذ [و هي كبشة بنت رافع بن معاوية] [2] بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر، [و هو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج] [2] تعدو نحو رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و قد وقف على فرسه، و سعد ابن معاذ آخذ بعنان الفرس،
فقال سعد: يا رسول اللَّه: أمي، فقال: مرحبا بها،
فدنت حتى تأملت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و قالت: أما إذ رأيتك سالما فقد أشوت المصيبة [3].
فعزاها (صلى اللَّه عليه و سلم) بعمرو بن معاذ ابنها ثم قال: يا أم سعد: أبشري و بشّري أهليهم أن قتلاهم ترافقوا في الجنة جميعا- و هم اثنى عشر رجلا- و قد شفعوا في أهليهم، قالت: رضينا برسول اللَّه، و من يبكي عليهم بعد هذا؟ ثم قالت:
ادع يا رسول اللَّه لمن خلفوا. قال: اللَّهمّ اذهب حزن قلوبهم، و أجبر مصيبتهم، و أحسن الخلف على من خلفوا. ثم قال: خلّ أبا عمرو الدابة. فخلى سعد الفرس، فتبعه الناس فقال: يا أبا عمرو، إن الجراح في أهل دارك فاشية، و ليس منهم مجروح
[1] جلل: هيّنة، قال ابن هشام: الجلل يكون من القليل و من الكثير و هو هاهنا من القليل.