نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 157
يديه و من ورائه و عن يمينه و عن شماله: يدور حوله يترس بنفسه حول رسول اللَّه، و إن السيوف لتغشاه، و النبل من كل ناحية، و إن هو إلا جنة بنفسه لرسول اللَّه حتى انكشفوا،
فجعل (صلى اللَّه عليه و سلم) يقول لطلحة: قد أوجب
[1]. و كان طلحة أعظم الناس غناء عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يومئذ.
و رمى مالك بن زهير الجشمي بسهم يريد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، فاتقى طلحة بيده عن وجهه المقدس فأصاب خنصره فشل خنصره. و قال حين رماه: حس [2]! فقال (صلى اللَّه عليه و سلم): لو قال بسم اللَّه لدخل الجنة و الناس ينظرون! من أحب أن ينظر إلى رجل يمشى في الدنيا و هو من أهل الجنة فلينظر إلى طلحة بن عبيد اللَّه، طلحة ممن قضى نحبه.
و لما جال المسلمون تلك الجولة ثم تراجعوا، أقبل رجل من بني عامر بن لؤيّ- يقال له: شيبة بن مالك المضرّب- يصيح: دلوني على محمد! فضرب طلحة عرقوب فرسه فاكتسعت [3] به، ثم طعن حدقته و قتله. و أصيب يومئذ طلحة في رأسه: ضربه رجل من المشركين ضربة و هو مقبل و أخرى و هو معرض عنه، فنزف الدم حتى غشي عليه، فنضح أبو بكر رضي اللَّه عنه الماء في وجهه حتى أفاق، فقال: ما فعل رسول اللَّه؟ قال: خيرا، هو أرسلني إليك. قال: الحمد للَّه كل مصيبة بعده جلل [4].
قتال علي و الحباب بن المنذر
و كان علي بن أبي طالب يذب عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) من ناحية، و أبو دجانة مالك بن خرشة بن لوذان بن عبد ودّ بن ثعلبة الأنصاري يذب من ناحية، و سعد ابن أبي وقاص يذب طائفة. و انفرد علي بفرقة فيها عكرمة بن أبي جهل، فدخل وسطهم بالسيف- فضرب به و قد اشتملوا عليه- حتى أفضى إلى آخرهم، ثم