responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 155

يا محمد، لا نجوت إن نجوت! فقال القوم: يا رسول اللَّه! ما كنت صانعا حين يغشاك، فقد جاءك! و إن شئت عطف عليه بعضنا. فأبى (صلى اللَّه عليه و سلم)، و دنا أبيّ، فتناول (صلى اللَّه عليه و سلم) الحربة من الحارث بن الصمة، [و يقال: من الزبير بن العوام‌]، ثم انتفض [بأصحابه‌] [1] كما ينتفض البعير، فتطاير عنه أصحابه- و لم يكن أحد يشبه رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) إذ جد الجد- ثم أخذ الحربة فطعنه بها في عنقه و هو على فرسه، فجعل يخور كما يخور الثور، و يقول له أصحابه: أبا عامر! و اللَّه ما بك بأس، و لو كان هذا الّذي بك بعين أحدنا ما ضره! فيقول: لا و اللات و العزى، و لو كان هذا الّذي بي بأهل [ذي‌] [1] المجاز لماتوا أجمعون! أ ليس قال: لأقتلنك؟

فاحتملوه، و شغلهم ذلك عن طلب النبي (صلى اللَّه عليه و سلم)، و لحق رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بعظم أصحابه في الشعب. و قال عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه: مات أبيّ بن خلف ببطن رابغ، فإنّي لأسير ببطن رابغ- بعد هويّ [2] من الليل- إذا نار تأجج لي فهبتها، فإذا رجل يخرج منها في سلسلة يجذبها يصيح: العطش! و إذا رجل يقول:

لا تسقه، فإن هذا قتيل رسول اللَّه، هذا أبيّ بن خلف. فقلت: ألا سحقا [3] و يقال: مات بسرف [4] و يقال: لما تناول النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) الحربة من الزبير حمل أبيّ على رسول اللَّه ليضربه، فاستقبله مصعب بن عمير يحول بنفسه دون رسول اللَّه، فضرب مصعب وجه أبيّ، و أبصر رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فرجة بين سابغة البيضة و الدروع فطعنه هناك، فوقع و هو يخور.

قتل عثمان بن عبد اللَّه المخزومي‌

و أقبل عثمان بن عبد اللَّه بن المغيرة المخزومي على فرس أبلق يريد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، و عليه لأمة [5] كاملة- و رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) موجه إلى الشّعب- و هو يصيح: لا نجوت إن نجوت! فوقف رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و عثر بعثمان فرسه في تلك‌


[1] زيادة للإيضاح و السياق.

[2] الهوى: الساعة من الليل (المعجم الوسيط) ج 2 ص 1002. و رابغ موضع بين المدينة، و الجحفة (معجم ما استعجم) ج 1 ص 625.

[3] سحقا: بعد أشد البعد و سحق اللَّه فلانا أي أبعده، (المعجم الوسيط) ج 1 ص 420.

[4] موضع على ستة أميال من مكة (معجم البلدان) ج 3 ص 212.

[5] اللأمة: أدوات الحرب كلها من رمح و بيضة و مغفر و سيف و درع (المعجم الوسيط) ج 3 ص 810.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست