نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 153
عالجاها حتى طارت ثنيتا أبي عبيدة في معالجته لهما، فكان أحسن أهتم خلق. و لما نزعتا جعل الدم يسيل، فجعل مالك بن سنان [و هو والد أبي سعيد الخدريّ] يملج الدم بفيه ثم ازدرده [1]،
فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): من أحب أن ينظر إلى من خالط دمه دمي فلينظر إلى مالك بن سنان. و قيل له: تشرب الدم؟ فقال نعم! أشرب دم رسول اللَّه. فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): من مسّ دمه دمي لم تصبه النار.
مسح فاطمة الدم عن وجهه (صلى اللَّه عليه و سلم)
و خرجت فاطمة (عليها السلام) في نساء، فلما رأت الّذي بوجه رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) اعتنقته و جعلت تمسح الدم عن وجهه، و ذهب علي رضي اللَّه عنه يأتي بماء و قال لفاطمة: أمسكي هذا السيف غير ذميم فأتى بماء في مجنه [2] فأراد النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) أن يشرب منه- و كان قد عطش- فلم يستطع، و وجد ريحا من الماء كرهها فقال:
هذا ماء آجن [3]، فمضمض منه فاه للدم الّذي فيه، و غسلت فاطمة عن أبيها الدم، و رأى (صلى اللَّه عليه و سلم) سيف علي مختضبا فقال: إن كنت أحسنت القتال فقد أحسن عاصم بن ثابت، و الحارث بن الصمة، و سهل بن حنيف، و سيف أبي دجانة غير مذموم.
النساء يحملن الطعام و يسقين الجرحى
و خرج محمد بن مسلمة يطلب مع النساء ماء- و كن قد جئن أربع عشرة امرأة منهن فاطمة (عليها السلام)، يحملن الطعام و الشراب على ظهورهن، و يسقين الجرحى، و يداوينهم [4]. و منهن أم سليم بنت ملحان، و عائشة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها على ظهورهما القرب، و منهن حمنة بنت جحش و كانت تسقي العطشى و تداوي الجرحى، و منهن أم أيمن تسقي الجرحى- فلم يجد محمد بن مسلمة عند النساء ماء. و كان رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قد عطش عطشا شديدا، فذهب محمد إلى قناة حتى استفى من حسي [5]، فأتى بماء عذب فشرب منه رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و دعا له
[1] ملج: امتصّ و رضع، ازدرد: ابتلع، تقول ملج الصبي أمه إذا رضعها (النهاية) ج 4 ص 353.