و كان النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) إذا سمع قولهن قال: اللَّهمّ إني بك أجول و أصول، و فيك أقاتل، حسبي اللَّه و نعم الوكيل،
و يقال: إن هندا قامت في النسوة يضربن بالدفوف و تقول:
ويها بني عبد الدار* * * ويها حماة الأديار
ضربا بكل بتار
و تقول:
نحن بنات طارق* * * نمشي على النمارق
[إلى آخره ..
النمارق، جمع نمرقة بضم النون و الراء، و ربما كسرت النون، حكاه يعقوب: و هي الوسائد، و قد تسمى الطنفسة التي فوق الرحل نمرقة، و يقال في قولها: «نحن بنات طارق»: إنما أرادت بنات الأمر الواضح المضيء كإضاءة النجم، و ذلك من قوله تعالى: وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ].
خبر قزمان
و كان قزمان [2] يعرف بالشجاعة و قد تأخر، فعيرته نساء بني ظفر فأتى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و هو يسوي الصفوف حتى انتهى إلى الصف الأول، فكان أول من رمى من المسلمين بسهم، فجعل يرسل نبلا كأنها الرماح، و يكت كتيت [3]
[1] في (عيون الأثر) ج 2 ص 9 «و نفرش النمارق» و في (تاريخ الطبري) ج 2 ص 510 «و نبسط النمارق». و النمارق: جمع نمرقة، و هي الوسادة الصغيرة، قال تعالى: وَ نَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ آية 15/ الغاشية و أضاف ابن الأثير في (الكامل) ج 1 ص 153:
«إيها بني عبد الدار* * * إيها حماة الديار
ضربا بكل بتار
[2] يقول الواقدي في (المغازي) ج 1 ص 223: «و كان قزمان من المنافقين، و كان قد تخلف عن أحد، فلما أصبح عيّره نساء بني ظفر ... إلخ».
[3] كتّ يكتّ كتيتا: دفع من صدره صوتا شديدا يكون من شدة الغيظ. و في اللغة: كتّت القدر كتيتا:
صوّتت عند ابتداء غليانها (المعجم الوسيط) ج 2 ص 775.
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 140