نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 139
و من أحسن من مسلم أو كافر وقع أجره على اللَّه في عاجل دنياه أو آجل آخرته، و من كان يؤمن باللَّه و اليوم الآخر فعليه الجمعة يوم الجمعة إلا صبيا أو امرأة أو مريضا أو عبدا مملوكا، و من استغنى عنها [1] استغنى اللَّه عنه، و اللَّه غني حميد.
ما أعلم من عمل يقربكم إلى اللَّه إلا و قد أمرتكم به، و لا أعلم من عمل يقربكم إلى النار إلا و قد نهيتكم عنه، و إنه قد نفث في روعي الروح الأمين أنه لن تموت نفس حتى تستوفي أقصى رزقها، لا ينقص منه شيء و إن أبطأ عنها، فاتقوا اللَّه ربكم، و أجملوا في طلب الرزق، و لا يحملنكم استبطاؤه أن تطلبوه بمعصية ربكم، فإنه لا يقدر ما عنده إلا بطاعته. قد بين لكم الحلال و الحرام، غير أن بينهما شبها [2] من الأمر لا يعلمها كثير من الناس إلا من عصم اللَّه، فمن تركها حفظ عرضه و دينه، و من وقع فيها كان كالراعي إلى جنب الحمى أو شك أن يقع فيه، و ليس ملك إلا و له حمى، ألا و إن حمى اللَّه محارمه. و المؤمن من المؤمنين كالرأس من الجسد إذا اشتكى [3] تداعى إليه سائر الجسد [4]، و السلام عليكم.
أول من أنشب الحرب
و أول من أنشب الحرب أبو عامر. طلع في خمسين من قومه مع عبيد قريش فنادى: يا للأوس، أنا أبو عامر، فقالوا: لا مرحبا بك و لا أهلا يا فاسق! فقال:
لقد أصاب قومي بعدي شر! فتراموا بالحجارة ساعة حتى ولّى. و دعا طلحة ابن أبي طلحة إلى البراز فبرز له علي رضي اللَّه عنه فقتله، فكبر المسلمون و سرّ النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) بقتله: فإنه هو كبش الكتيبة.
نساء المشركين و غناؤهم
و كانت نساء المشركين- قبل التقاء الجمعين- أمام صفوفهم يضربن بالأكبار و الدّفاف و الغرابيل، ثم يرجعن فيكن في مؤخر الصف، فإذا دنا القوم بعضهم من بعض تأخر النساء و قمن خلف الصفوف: فجعلن كلما ولّى رجل حرضنه و ذكرنه
[1] في (خ) «استغنى عن اللَّه» و ما أثبتناه من (المغازي) ج 1 ص 222.
[2] في (خ) «شبهات» و ما أثبتناه من (المغازي) ج 1 ص 222.