نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 2 صفحه : 7
قال الطيبى: شبه جريان الشمس فى فلكها بجريان الحسن فى وجهه- صلى اللّه عليه و سلم-، قال: و يحتمل أن يكون من تناهى التشبيه جعل وجهه مقرّا و مكانا للشمس و للّه در القائل:
لم لا يضىء بك الوجود و ليله * * * فيه صباح من جمالك مسفر
فبشمس حسنك كل يوم مشرق * * * و ببدر وجهك كل ليل مقمر
و فى البخاري: سئل البراء: أ كان وجه رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- مثل السيف؟
و كأن السائل أراد مثل السيف فى الطول، فرد عليه البراء فقال: بل مثل القمر، أى فى التدوير، و يحتمل أن يكون أراد مثل السيف فى اللمعان و الصقالة، فقال: بل فوق ذلك، و عدل إلى القمر لجمعه الصفتين من التدوير و اللمعان.
و قال الحافظ النسابة أبو الخطاب بن دحية- ; تعالى- فى كتابه «التنوير فى مولد البشير النذير- صلى اللّه عليه و سلم- و شرف و عظم و كرم»، عند إيراد حديث البراء المذكور ما لفظه: ففى هذا الحديث من العلم أن التشبيه ممن لا يحسنه لا يصلح الإقرار عليه، لأن السائل شبه وجه رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- بالسيف، و لو شبهه بالشمس لكان أولى، فرد عليه البراء قوله و قال: بل مثل القمر، و أبدع فى تشبيهه، لأن القمر يملأ الأرض بنوره، و يؤنس كل من يشاهده، و نوره من غير حر يفزع، و لا كلل ينزع، و الناظر إلى القمر متمكن من النظر بخلاف الشمس التي تغشى البصر و تجلب للناظر الضرر. انتهى.
و فى رواية مسلم من حديث جابر بن سمرة، و قال له رجل: أ كان وجه رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- مثل السيف؟ فقال: لا، بل مثل الشمس و القمر و كان مستديرا [2].
و إنما قال: مستديرا للتنبيه على أنه جمع الصفتين، لأن قوله: مثل
[1] صحيح: أخرجه البخاري (3552) فى المناقب، باب: صفة النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم-، و الترمذى (3636) فى المناقب، باب: ما جاء فى صفة النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم-، و أحمد فى «مسنده» (4/ 281).
[2] صحيح: أخرجه مسلم (344) فى الفضائل، باب: شيبه- صلى اللّه عليه و سلم-.
نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 2 صفحه : 7