responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 2  صفحه : 613

على المحبين سابغة، لقد سبق القوم السعاة و هم على ظهور الفرش نائمون، و لقد تقدموا الركب بمراحل و هم فى سيرهم واقفون.

من لى بمثل سيرك المذلل‌ * * * تمشى رويدا و تحبى فى الأول‌

أجابوا مؤذن الشوق إذ نادى بهم حى على الفلاح، فى الأول أنفسهم فى طلب الوصول إلى محبوبهم، و كان بذلهم بالرضا و السماح، و واصلوا إليه المسير بالإدلاج و الغدو و الرواح، و لقد حمدوا عند وصولهم مسراهم، و إنما يحمد القوم السرى عند الصباح.

و قد اختلفوا فى تعريف المحبة، و عباراتهم و إن كثرت فليست فى الحقيقة ترجع إلى اختلاف مقال، و إنما هى اختلاف أحوال، و أكثرها يرجع إلى ثمرتها دون حقيقتها. و قد قال بعض المحققين: حقيقة المحبة عند أهل المعرفة، من المعلومات التي لا تحد، و إنما يعرفها من قامت به وجدانا لا يمكن التعبير عنه. و هكذا كقول صاحب مدارج السالكين- تبعا لغيره-: و المحبة لا تحد بحد أوضح منها، فالحدود لا تزيدها إلا خفاء و جفاء فحدها وجودها، و لا توصف المحبة بوصف أظهر من المحبة.

و إنما يتكلم الناس فى أسبابها و موجباتها و علاماتها و شواهدها و ثمراتها و أحكامها، فحدودهم و رسومهم دارت على هذه الستة، و تنوعت بهم العبارات، و كثرت الإشارات بحسب الإدراك و المقام و الحال. و قد وضعوا لمعناها حرفين مناسبين للمسمى غاية المناسبة: [الحاء] التي هى من أقصى الحلق، و «الباء» الشفهية التي هى نهايته، فللحاء الابتداء، و للباء الانتهاء، و هذا شأن المحبة و تعلقها بالمحبوب، فإن ابتداءها منه و انتهاءها إليه.

و قد أعطوا «الحب» حركة الضم التي هى أشد الحركات و أقواها مطابقة لشدة حركة مسماه و قوتها، و أعطوا «الحبّ» و هو المحبوب حركة الكسر لخفتها من الضمة، و خفة المحبوب و ذكره على قلوبهم و ألسنتهم. فتأمل هذا اللطف و المناسبة العجيبة بين الألفاظ و المعانى تطلعك على قدر هذه اللغة، و إن لها

نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 2  صفحه : 613
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست