نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 2 صفحه : 590
فأقسم تعالى بما أقسم به من عظيم آياته على تنزيه رسوله و حبيبه و خليله مما غمصته أعداؤه الكفرة به و تكذيبهم له بقوله: ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ[1] و سيعلم أعداؤه المكذبون له أيهم المفتون، هو أو هم؟ و قد علموا هم و العقلاء ذلك فى الدنيا، و يزداد علمهم به فى البرزخ، و ينكشف و يظهر كل الظهور فى الآخرة بحيث يتساوى الخلق كلهم فى العلم به. و قال تعالى: وَ ما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ[2].
و لما رأى العاصى بن وائل السهمى النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- يخرج من المسجد و هو يدخل فالتقيا عند باب بنى سهم و تحدثا، و أناس من صناديد قريش جلوس فى المسجد، فلما دخل العاصى قالوا: من ذا الذي كنت تحدث معه، قال:
ذلك الأبتر، يعنى النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم-، و كان قد توفى ابن لرسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- من خديجة، فرد اللّه تعالى عليه، و تولى جوابه بقوله: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ[3] أى عدوك و مبغضك هو الذليل الحقير.
و لما قالوا: أَفْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً[4] قال اللّه تعالى: بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَ الضَّلالِ الْبَعِيدِ[5]. و لما قالوا: لَسْتَ مُرْسَلًا[6] أجاب اللّه تعالى عنه فقال: يس (1) وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ[7]. و لما قالوا: أَ إِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ[8] رد اللّه تعالى عليهم فقال: بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَ صَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ[9] فصدقه ثم ذكر