responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 2  صفحه : 579

و عن الضحاك: يكاد محمد يتكلم بالحكمة قبل الوحى. قال عبد اللّه ابن رواحة:

لو لم تكن فيه آيات مبينة * * * كانت بديهته تنبيك بالخبر

لكن التفسير الأول فى هذه الآية هو المختار، لأنه تعالى ذكر قبل هذه الآية وَ لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ‌ [1] فإذا كان المراد بقوله (مثل نوره) أى مثل هداه كان ذلك مطابقا لما قبله.

و اختلفوا فى هذا التشبيه. أو هو مشبه جملة بجملة، لا يقصد فيها إلى تشبيه جزء بجزء، و مقابلة شي‌ء بشي‌ء، أو مما قصد منه ذلك؟ أى: مثل نور اللّه، الذي هو هداه و إتقانه صنعة كل مخلوق، و براهينه الساطعة، على الجملة كهذه الجملة من النور الذي تتخذونه أنتم على هذه الصفة التي هى أبلغ صفات النور الذي بين يدى الناس، أى: مثل نور اللّه فى الوضوح كهذا الذي هو منتهاكم أيها البشر.

و قيل: هو من التشبيه المفصل، المقابل جزء بجزء، قد رده على تلك الأقوال الثلاثة.

أى: مثل نوره فى محمد- صلى اللّه عليه و سلم-، أو فى المؤمنين، أو فى القرآن و الإيمان كمشكاة، فالمشكاة هو الرسول أو صدره، و المصباح هو النبوة و ما يتصل بها من علمه و هداه، و الزجاجة قلبه، و الشجرة المباركة الوحى، و الملائكة رسل اللّه إليه، و شبه الفضل به بالزيت و هو الحجج و البراهين، و الآيات التي تضمنها الوحى.

و على قول: «المؤمنين»، فالمشكاة صدره، و المصباح الإيمان و العلم، و الزجاجة قلبه، و الشجرة القرآن، و زيتها هو الحجج و الحكمة التي تضمنتها.


[1] سورة النور: 34.

نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 2  صفحه : 579
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست