responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 2  صفحه : 430

من مكة إلى المسجد الأقصى القرآن و الخبر: أما القرآن فهو قوله تعالى:

سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‌ بِعَبْدِهِ لَيْلًا [1]، و تقرير الدليل: أن «العبد» اسم للجسد و الروح، فوجب أن يكون الإسراء حاصلا بجميع الجسد و الروح، و يدل عليه قوله تعالى: أَ رَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى‌ (9) عَبْداً إِذا صَلَّى‌ [2] و لا شك أن المراد هنا مجموع الروح و الجسد، و أيضا: قال سبحانه و تعالى فى سورة الجن:

وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ‌ [3]، و المراد: مجموع الروح و الجسد و كذا هاهنا، انتهى.

و احتجوا أيضا: بظاهر قوله- صلى اللّه عليه و سلم-: «أسرى بى» لأن الأصل فى الأفعال أن تحمل على اليقظة حتى يدل دليل على خلافه. و بأن ذلك لو كان مناما لما كان فيه فتنة للضعفاء، و لا استبعده الأغبياء. و بأن الدواب لا تحمل الأرواح و إنما تحمل الأجسام، و قد تواترت الأخبار بأنه أسرى به على البراق.

فإن قلت: ما الحكمة فى كونه تعالى جعل الإسراء ليلا؟

أجيب: بأنه إنما جعله ليلا تمكينا للتخصيص بمقام المحبة، لأنه تعالى اتخذه- صلى اللّه عليه و سلم- حبيبا و خليلا، و الليل أخص زمان للمحبين لجمعهما فيه، و الخلوة بالحبيب متحققة بالليل‌ [4]. قال ابن المنير: و لعل تخصيص الإسراء بالليل ليزداد الذين آمنوا إيمانا بالغيب و ليفتتن الذين كفروا زيادة على فتنتهم.

إذ الليل أخفى حالا من النهار، قال: و لعله لو عرج به نهارا لفات المؤمن فضيلة الإيمان بالغيب، و لم يحصل ما وقع من الفتنة على من شقى و جحد، انتهى.

و فى ذلك حكمة أخرى على طريقة أهل الإشارات، ذكرها العلامة ابن مرزوق، و هى: أنه قيل لأن اللّه تعالى لما محا آية الليل و جعل آية النهار


[1] سورة الإسراء: 1.

[2] سورة الجن: 9، 10.

[3] سورة الجن: 19.

[4] قلت: أرى أن علة ابن المنير، أولى بالترجيح.

نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 2  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست