responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 2  صفحه : 184

الديباج المخوصة بالذهب، و يرفع لمن لم يحضر. إذ المباهاة فى الملابس و التزين بها ليست من خصال الشرف و الجلالة، و هى من سمات النساء، و المحمود منها نقاوة الثوب، و التوسط فى جنسه، و كونه ليس مثله، غير مسقط لمروءة جنسه. انتهى.

و قد روى أبو نعيم فى الحلية عن ابن عمر مرفوعا: «أن من كرامة المؤمن على اللّه عز و جل نقاء ثوبه و رضاه باليسير» [1].

و له أيضا من حديث جابر: أن النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- رأى رجلا وسخة ثيابه فقال: «أ ما وجد هذا شيئا ينقى به ثيابه؟» [2].

فقد كانت سيرته- صلى اللّه عليه و سلم- فى ملبسه أتم و أنفع للبدن و أخفه عليه، فإنه لم تكن عمامته بالكبيرة التي يؤذى حملها و يضعفه و يجعله عرضة للآفات، كما يشاهد من حال أصحابها و لا بالصغيرة التي تقصر عن وقاية الرأس من الحر و البرد بل وسطا بين ذلك، و كان يدخلها تحت حنكه، فإنها تقى العنق من الحر و البرد، و هو أثبت لها عند ركوب الخيل و الإبل، و الكر و الفر، و كذلك الأردية و الأزر أخف على البدن من غيرها.

و قد أطنب ابن الحاج فى المدخل فى الاستدلال لاستحباب التحنيك، ثم قال: و إذا كانت العمامة من باب المباح فلا بد فيها من فعل سنن تتعلق بها، من تناولها باليمين و التسمية و الذكر الوارد، إن كانت مما ليس جديدا، و امتثال السنة فى صفة التعميم، من فعل التحنيك و العذبة. و تصغير العمامة يعنى سبعة أذرع أو نحوها، يخرجون منها التحنيك و العذبة، فإن زاد فى العمامة قليلا لأجل حر أو برد فيسامح فيه. ثم قال بعد أن ذكر قوله: وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [3]، فعليك بأن تتسرول قاعدا و تتعمم قائما. انتهى.


[1] ضعيف جدّا: ذكره الهيثمى فى «المجمع» (5/ 132) و قال: رواه الطبرانى، و فيه عباد بن كثير، وثقه ابن معين، و ضعفه غيره، و حرول بن حنفل ثقة، و قال ابن المدينى: له مناكير، و بقية رجاله ثقات. اه، و الحديث ضعفه الشيخ الألبانى فى «ضعيف الجامع» (5309).

[2] رواه الطبرانى و أبو نعيم، كما فى «كشف الخفاء» للعجلونى (922).

[3] سورة الحشر: 7.

نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 2  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست