نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 1 صفحه : 199
مغازيه و سراياه و بعوثه [1] صلى اللّه عليه و سلم
و أذن اللّه تعالى لرسوله- صلى اللّه عليه و سلم- بالقتال. قال الزهرى: أول آية نزلت فى الإذن بالقتال أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ[2]. أخرجه النسائى بإسناد صحيح [3].
قال فى البحر: و المأذون فيه- أى فى الآية- محذوف، أى: فى القتال، لدلالة «يقاتلون» عليه، و علل الإذن: بأنهم ظلموا، كانوا يأتون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم- من بين مضروب و مشجوج، فيقول لهم: اصبروا، فإنى لم أومر بالقتال، حتى هاجر فأذن له بالقتال بعد ما نهى عنه فى نيف و سبعين آية.
انتهى.
و قال غيره: و إنما شرع اللّه تعالى الجهاد فى الوقت اللائق به، لأنهم لما كانوا بمكة كان المشركون أكثر عددا، فلو أمر المسلمون- و هم قليلون- بقتال الباغين لشق عليهم، فلما بغى المشركون، و أخرجوه- صلى اللّه عليه و سلم- من بين أظهرهم و هموا بقتله، و استقر- عليه الصلاة و السلام- بالمدينة و اجتمع عليه أصحابه، و قاموا بنصره، و صارت المدينة لهم دار إسلام، و معقلا يلجئون إليه، شرع اللّه تعالى جهاد الأعداء، فبعث- صلى اللّه عليه و سلم- البعوث و السرايا و غزا و قاتل هو و أصحابه حتى دخل الناس فى دين اللّه أفواجا أفواجا.
و كان عدد مغازيه- صلى اللّه عليه و سلم- التي خرج فيها بنفسه، سبعا و عشرين. قاتل فى تسع منها بنفسه الشريفة- صلى اللّه عليه و سلم-: بدر، و أحد، و المريسيع، و الخندق،
[1] جرى أهل السير و المغازى على تسمية كل حرب حضرها النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- بغزوة، و ما لم يحضرها بسرية أو بعثا.