نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 1 صفحه : 134
و قال ابن سعد: أول امرأة أسلمت بعد خديجة أم الفضل زوج العباس، و أسماء بنت أبى بكر، و عائشة أختها. كذا قاله ابن إسحاق و غيره. و هو وهم، لأن عائشة لم تكن ولدت بعد فكيف أسلمت. و كان مولدها سنة أربع من النبوة، قاله مغلطاى و غيره.
و دخل الناس فى الإسلام أرسالا من الرجال و النساء.
[فصل فى ترتيب الدعوة النبوية]
ثم إن اللّه تعالى أمر رسوله- صلى اللّه عليه و سلم- بأن يصدع بما جاء به، أى يواجه المشركين به.
و قال مجاهد: هو الجهر بالقرآن فى الصلاة.
و قال أبو عبيدة بن عبد اللّه بن مسعود: ما زال النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- مستخفيا حتى نزلت فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ[1]. فجهر هو و أصحابه.
و قال البيضاوى: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ[2] من صدع بالحجة إذا تكلم بها جهارا أو فرق به بين الحق و الباطل. و أصله: الإبانة و التمييز. و «ما» مصدرية أو موصولة، و «الراجع» محذوف، أى بما تؤمر به من الشرائع انتهى.
قالوا: و كان ذلك بعد ثلاث سنين من النبوة، و هى المدة التي أخفى فيها رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- أمره إلى اللّه تعالى بإظهاره.
فبادى قومه بالإسلام و صدع به كما أمره اللّه تعالى.
و لم يبعد منه قومه و لم يردوا عليه، حتى ذكر آلهتهم و عابها، و كان ذلك سنة أربع كما قاله العتقى. فأجمعوا على خلافه و عداوته إلا من عصم اللّه منهم بالإسلام. و حدب عليه [3] عمه أبو طالب و منعه و قام دونه.