نام کتاب : السيرة النبوية و أخبار الخلفاء نویسنده : التميمي، أبو حاتم جلد : 1 صفحه : 27
أمره، فكل ما بيّن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فيما ليس للّه فيه حكم فبحكم اللّه سنّه و وجب علينا اتباعه، و في العنود عن اتباعه معصية، إذ لا حكم بين اللّه و بين خلقه إلا الذي وصفه اللّه جل و علا موضع الإبانة لخلقه عنه.
فالواجب على كل من انتحل العلم أو نسب إليه حفظ سنن المصطفى (صلى اللّه عليه و سلم) و التفقه فيها، و لا حيلة لأحد في السبيل إلى حفظها إلا بمعرفة [1] تاريخ المحدثين، و معرفة الضعفاء منهم من الثقات، لأنه متى لم يعرف ذاك لم يحسن تمييز الصحيح من السقيم، و لا عرف المسند من المرسل، و لا الموقوف من المنقطع، فإذا وقف على أسمائهم و أنسابهم و عرف- أعني بعضهم بعضا- و ميز العدول من الضعفاء، وجب عليه حينئذ التفقه فيها، و العمل بها، ثم إصلاح النية في نشرها إلى من بعده رجاء استكمال الثواب [2] في العقبى بفعله ذلك، إذ العلم من أفضل ما يخلف المرء بعده، نسأل اللّه الفوز على ما يقربنا إليه و يزلفنا لديه.
ذكر الحث على نشر العلم
إذ هو من خير ما يخلف المرء بعده.
أخبرنا الفضل [3] بن الحباب ثنا موسى بن إسماعيل ثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة [4] أن النبي (صلى اللّه عليه و سلم) قال: «إذا مات
[1] و قال صاحب كشف الظنون 1/ 521 أن «علم الثقات و الضعفاء» و هو من أجل نوع و أفخمه من أنواع علم الأسماء و الرجال فإنه المرقاة إلى معرفة صحة الحديث و سقمه، و إلى الاحتياط في أمور الدين و تمييز مواقع الغلط في بدء الأصل الأعظم الذي عليه مبنى الإسلام و أساس الشريعة، و للحفاظ فيه تصانيف كثيرة منها ما أفرد في الثقات ككتاب الثقات للإمام الحافظ أبي حاتم محمد بن حبان البستي المتوفى سنة 354».