نام کتاب : السيرة النبوية و أخبار الخلفاء نویسنده : التميمي، أبو حاتم جلد : 1 صفحه : 15
«لقد وفّق ابن حبان في رحلته الطويلة أيما توفيق، فقد اجتمع له من الشيوخ و الروايات و الأخبار الشيء الكثير، و العدد الوفير، فقد جاء في مقدمة صحيحه أنه كتب عن أكثر من ألفي شيخ، و هذا العدد الجمّ من الشيوخ يندر أن تجده في إمام من الأئمة، إلا أنه حين شرع في تدوين الصحيح، أسقط كثيرا من الشيوخ، و لم يعتد بمروياتهم، لأنه لم تتحقق فيهم شروط الصحة التي أبان عنها في مقدمة كتابه، و اقتصر على مائة و خمسين شيخا منهم، أقلّ أو أكثر، و قد عوّل على عشرين منهم، أدار السنين عليهم، و اقتنع بروايتهم عن رواية غيرهم، فقد جاء في المقدمة:
«و لم نرو في كتابنا هذا إلا عن مائة و خمسين شيخا، أقل أو أكثر، و لعلّ معول كتابنا هذا يكون على نحو من عشرين شيخا، أدرنا السنن عليهم و اقتنعنا بروايتهم عن رواية غيرهم» [1].
و يعلّق الإمام الذهبي على النص فيقول [2]: «كذا فلتكن الهمّة، هذا مع ما كان عليه من الفقه و العربية، و الفضائل الباهرة، و كثرة التصانيف».
ثناء أهل العلم عليه:
قال أبو سعد عبد الرحمن بن أحمد الإدريسي:
«أبو حاتم البستي كان من فقهاء الناس، و حفّاظ الآثار، المشهورين في الأمصار و الأقطار، عالما بالطب و النجوم و فنون العلوم، ألّف المسند الصحيح، و التاريخ، و الضعفاء، و الكتب المشهورة في كل فنّ، وفّقه النّاس بسمرقند، ثم تحوّل إلى بست» [3].