responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيره النبويه منهجيه دراستها واستعراض احداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى    جلد : 1  صفحه : 160
وغبوقا [1] ، بل وحتى الأطباء الذين يعرفونها أكثر من غيرهم وينصحون الناس بالكف عن تناولها. وهذا يعني أنه لا المعرفة وحدها ولا القناعة بحالها ولا التقنيات بمفردها تكفي للإقبال أو الإدبار، ولا تصلح للبناء والتربية والاستقامة، لانقطاعها عن النفس، بانقطاعها عن منهج الله تعالى.
ومن هنا كان لا بد أن تفشل كل المبادئ الوضعية وفلسفاتها وأنظمتها ونظرياتها، التي يضعها البشر للبشر، والذي يمثل صيغة من صيغ الخروج عن الفطرة، بخروجها من العبودية لله تعالى والاستبداد بسلطان ليس لهم، هو سلطان الله تعالى، الذي اعتدوا عليه. ولا نذهب بعيدا، والحاضر على ذلك دليل، أي دليل. خذ مثلا وشاهدا وما أكثرها. فما أكثر النظريات الحديثة في مختلف الميادين، التي لو صدقت فلا تصلح لذلك. وقد بدا ليس فقط فشلها بل كذبها وسقوطها وبطلانها.
فهي تنهزم أمام الواقع والحقائق والعلم. وتلحظ هذه الهزائم حتى في مواطنها، فيما قاله العديد من العلماء الذين ما يزالون- لا سيما عندنا- يحتلون منصات التقدم العلمي، من أمثال: دارون وفرويد ودوركايم وهكسلي ونيتشه وكنت وبرجسون وغيرهم كثير.
وسيأتي يوم- إن شاء الله- تبدو فيه كل هذه الفلسفات والنظريات والمذاهب جاهلية، ننظر إليها كما ننظر إلى الجاهليات السابقة ومعبوداتها، إلى حد تثير الدهشة، كيف قبلها الناس في جيل وارتضوها وعاشوها؟ وكما أن الظّلمة لا تعرف لتهجر وتنبذ إلا حين يشع النور، أعني نور الله تعالى، يعرف به الإنسان الطريق صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ [البقرة: 138] .
وكما حدث أيام الرسول صلّى الله عليه وسلّم حين أسلم من أسلم، وقد حمد الله تعالى

[1] «الصبوح» : ما يشرب (أو يحلب) صباحا. «الغبوق» : مثل ذلك مساء.
نام کتاب : السيره النبويه منهجيه دراستها واستعراض احداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست