responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 96

و همزة: الموتة، هذا كلامه.

كانت هذ الغزوة في جمادى الأولى سنة ثمان. و كان سببها أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بعث الحارث بن عمير الأزدي بكتاب إلى هرقل عظيم الروم بالشام، أي فلما نزل مؤتة تعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني، أي و هو من أمراء قيصر على الشام، فقال: أين تريد، لعلك من رسل محمد؟ قال نعم، فأوثقه ربطا ثم قدمه فضرب عنقه و لم يقتل لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) رسول غيره، فلما بلغ رسول اللّه ذلك اشتدّ الأمر عليه، فجهز جمعا من أصحابه و عدّتهم ثلاثة آلاف و بعثهم إلى مقاتلة ملك الروم، و أمر عليهم زيد بن حارثة و قال «إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس، و إن أصيب جعفر فعبد اللّه بن رواحة على الناس».

قال: و في رواية «فإن أصيب ابن رواحة فليرتض المسلمون برجل منهم فليجعلوه عليهم» و قد حضر ذلك المجلس رجل من يهود فقال: يا أبا القاسم إن كنت نبيا يصاب جميع من ذكرت لأن الأنبياء عليهم الصلاة و السلام من بني إسرائيل كان الواحد منهم إذا استعمل رجلا على القوم و قال إن أصيب فلان لا بد أن يصاب، أي و لو عدّ مائة أصيبوا جميعا، ثم صار يقول لزيد: اعهد فلن ترجع إلى محمد أبدا إن كان نبيا، و زيد يقول أشهد أنه نبي، و عقد (صلى اللّه عليه و سلم) لواء أبيض و دفعه لزيد بن حارثة رضي اللّه تعالى عنه، و أوصاهم أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير و يدعوا من هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا و إلا استعانوا عليهم باللّه تبارك و تعالى و قاتلوهم.

و ذكر بعضهم أنه (صلى اللّه عليه و سلم) نهاهم أن يأتوا مؤتة فغشيتهم ضبابة فلم يبصروا حتى أصبحوا على مؤتة انتهى.

و ودعهم الناس و قالوا لهم: صحبكم اللّه، و دفع عنكم، وردكم إلينا صالحين.

قال: و يقال إن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) خرج مشيعا لهم حتى بلغ ثنية الوداع، فوقف فقال:

أي بعد قوله «أوصيكم بتقوى اللّه و بمن معكم من المسلمين خيرا، اغزوا باسم اللّه، فقاتلوا عدو اللّه و عدوكم بالشام، و ستجدون فيها رجالا في الصوامع معتزلين فلا تتعرضوا لهم، و لا تقتلوا امرأة، و لا صغيرا و لا بصيرا فانيا، و لا تقطعوا شجرة، و لا تهدموا بناء» انتهى، و قال لهم المسلمون: دفع اللّه عنكم، وردكم غانمين، فمضوا حتى نزلوا من أرض الشام؛ فبلغهم أن هرقل ملك الروم في مائة ألف من الروم و انضم إليه من قبائل العرب أي المنتصرة: أي من بني بكر و لخم و جذام مائة ألف.

و في رواية: كانوا مائتي ألف من الروم و خمسين ألفا من العرب و معهم من الخيول و السلاح ما ليس مع المسلمين و كان المسلمون ثلاثة آلاف كما مر، فلما بلغهم ذلك أقاموا في ذلك المحل ليلتين ينظرون في أمرهم. هل يبعثون لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يخبرونه بعدد عدوهم؟ فإما أن يمدهم برجال، أو يأمرهم بأمر فيمضوا إليه، فشجعهم‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست