responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 91

شرطت عليهم أن لا تدخل إلا بسلاح المسافر السيوف في القرب، فقال (صلى اللّه عليه و سلم): إني لا أدخل عليهم بسلاح، فقال مكرز: هو الذي تعرف به البرّ و الوفاء، ثم رجع مكرز إلى مكة سريعا و قال: إن محمدا لا يدخل بسلاح و هو على الشرط الذي شرط لكم انتهى.

فلما اتصل خروجه لقريش خرج كبراؤهم من مكة حتى لا يروه (صلى اللّه عليه و سلم) يطوف بالبيت و هو و أصحابه عداوة و بغضا و حسدا لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فدخل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و أصحابه مكة، أي راكبا ناقته القصواء و أصحابه محدقون به، قد توشحوا السيوف يلبون، ثم دخل من الثنية التي تطلعه على الحجون و هي ثنية كداء بالمد، أي و كان (صلى اللّه عليه و سلم) إذا دخل مكة قال: اللهم لا تجعل منيتنا بها، يقول ذلك من حين يدخل حتى يخرج منها، أي و جعل (صلى اللّه عليه و سلم) في بطن ناجح، موضع قريب من الحرم، و تخلف عنده جمع من المسلمين؛ أي نحو مائتين من أصحابه عليهم أوس بن خولى، و قعد جمع من المشركين بجبل قينقاع ينظرون إليه (صلى اللّه عليه و سلم) و إلى أصحابه و هم يطوفون بالبيت، و قد قالوا: أي كفار قريش: إن المهاجرين أوهنتهم: أي أضعفتهم حمى يثرب. و في لفظ قالوا: يقدم عليكم قوم قد وهنتهم حمى يثرب، فأطلع اللّه نبيه (صلى اللّه عليه و سلم) على ما قالوا، ثم قال (صلى اللّه عليه و سلم): رحم اللّه امرأ أراهم من نفسه قوة فأمر أصحابه أن يرملوا الأشواط الثلاثة، أي ليروا المشركين أن لهم قوة: أي فعند ذلك قال المشركين؛ أي قال بعضهم لبعض: هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد وهمتهم، هؤلاء أجلد من كذا، إنهم لينفرون: أي يثبون نفر الظبي: أي الغزال، و إنما لم يأمرهم (صلى اللّه عليه و سلم) بالرمل في الأشواط كلها رفقا بهم، و اضطبع (صلى اللّه عليه و سلم) بردائه و كشف عضده اليمنى ففعلت الصحابة رضي اللّه تعالى عنهم كذلك، و هذا أوّل رمل و اضطباع في الإسلام.

و أقام (صلى اللّه عليه و سلم) و أصحابه ثلاثة أيام، فلما تمت الثلاثة التي هي أمد الصلح جاء حويطب بن عبد العزى و معه سهيل بن عمرو رضي اللّه تعالى عنهما- فإنهما أسلما بعد ذلك- إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يأمرانه بالخروج هو و أصحابه من مكة، فقالوا:

نناشدك اللّه و العقد إلا ما خرجت من أرضنا فقد مضت الثلاث، فخرج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) هو و أصحابه منها، و كان (صلى اللّه عليه و سلم) تزوج ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي اللّه عنها؛ أي و كان اسمها برة فسماها رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ميمونة و هي أخت أم الفضل زوج العباس رضي اللّه عنهما، و أخت أسماء بنت عميس لأمها زوج حمزة رضي اللّه تعالى عنه، و كان تزوجه (صلى اللّه عليه و سلم) ميمونة قبل أن يحرم بالعمرة، و قيل بعد أن أحلّ منها، و قيل و هو محرم، أي و هو ما رواه البخاري و مسلم عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما، و رواه الدارقطني من طريق ضعيف عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه، فإنه (صلى اللّه عليه و سلم) كان قد بعث إليها جعفرا رضي اللّه عنه ليخطبها، و لما انتهت إليها خطبة النبي (صلى اللّه عليه و سلم) كانت‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست