responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 74

غدر إذا وضع اللّه الكرسي و جمع الأولين و الآخرين و تكلمت الأيدي و الأرجل بما كانوا يكسبون، تعلم أمري و أمرك عنده، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): صدقت «كيف يقدس اللّه قوما لا يأخذ لضعيفهم من قويهم».

و ذكر «أنه لما أقبل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) على خيبر ودنا منها بعث محيصة بن مسعود إلى أهل فدك يدعوهم إلى الإسلام و يخوفهم، قال محيصة: فجئتهم فجعلوا يتربصون و يقولون إن بخيبر عشرة آلاف مقاتل فيهم عامر و ياسر و الحارث و سيد اليهود مرحب، ما نرى أن محمدا يقرب إليه، فمكثت عندهم يومين، ثم أردت الرجوع، فقالوا: نحن نرسل معك رجالا منا يأخذون لنا الصلح، كل ذلك و هم يظنون أنه (صلى اللّه عليه و سلم) لا يقدر على فتح خيبر، حتى جاءهم أناس من حصن ناعم، و أخبروهم أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فتحه فأرسلوا رجلا من رؤسائهم يقال له نون بن يوشع في نفر، يصالحون رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أن يحقن دماءهم و يجليهم، و يخلوا بينه و بين الأموال، ففعل ذلك رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)».

و قيل تصالحوا معه على أن يكون لهم نصف الأرض و لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) النصف الآخر، فكان فدك على الأول لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و على الثاني كان له نصفها لأنها لم تؤخذ بمقاتلة، فكان (صلى اللّه عليه و سلم) ينفق منها و يعود منها على صغير بني هاشم، و يزوج منها أيمهم.

و لما مات (صلى اللّه عليه و سلم) و ولي أبو بكر رضي اللّه عنه الخلافة سألته فاطمة رضي اللّه عنها أن يجعلها أو نصفها لها فأبى. و روى لها أنه (صلى اللّه عليه و سلم) قال: «إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة» أي على المسلمين.

و مما يؤيد الثاني ما قيل إنه لما أجلاهم عمر رضي اللّه عنه مع يهود خيبر كما سيأتي اشترى منهم حصتهم التي هي النصف بمال بيت المال.

فلما صارت الخلافة لعمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه، فقيل له إن مروان اقتطعها: أي جعلها أقطاعا له، فقال: أ رأيتم أمرا منعه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فاطمة: أي بقوله (صلى اللّه عليه و سلم) «لا نورث ما تركناه صدقة» ليس لي بحق، و إني أشهدكم أني قد رددتها على ما كانت على عهد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): أي صدقة على المسلمين. و طلب الصلح كان بعد أن أرادت غطفان و سيدهم عيينة بن حصن أن يعينوا أهل خيبر، أي و كانوا أربعة آلاف، فإن يهود خيبر لما سمعوا بمجيئه (صلى اللّه عليه و سلم) إليهم أرسلوا كنانة بن أبي الحقيق و هودة بن قيس في أربعة عشر رجلا إلى غطفان ليستمدوا بهم، و شرطوا لهم نصف ثمار خيبر إن غلبوا على المسلمين، فجمعوا ثم خرجوا ليظاهروا يهود خيبر.

أي و يقال إن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أرسل إليهم أن لا يعينوهم على أن يعطيهم من‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست