responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 511

بذلك. و قال لها: قد قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «لا نورث ما تركناه صدقة» و لكن أعول من كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يعوله، و أنفق على من كان ينفق عليه، و قوله صدقة هو بالرفع كما هو الرواية: أي الذي تركناه فهو صدقة، و قد منع بذلك عائشة و بقية أزواجه (صلى اللّه عليه و سلم) لما جئن إليه يطلبن ثمنهن.

و زعمت الرافضة أن الصديق رضي اللّه تعالى عنه كان ظالما لفاطمة رضي اللّه عنها بمنعه إياها من مخلف والدها، و أنه لا دليل له في هذا الخبر الذي رواه، لأن فيه احتجاجا بخبر الواحد مع معارضته لآية المواريث.

ورد بأنه إنما حكم بما سمعه من رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و هو عنده قطعي فساوى آية المواريث من قطيعة المتن، و كان مخصصا لآية المواريث.

و ذكر عن الرافضة أنهم زعموا أن صدقة بالنصب و أن ما نافية. و يرده صدر الحديث: «إنا معاشر الأنبياء لا نورث» و أما رواية: «نحن معاشر الأنبياء» فلم تجي‌ء في كتاب من كتب الحديث كما قاله غير واحد، و من رواه بذلك بالمعنى لأن نحن و إنا مفادهما واحد و لا يعارض ذلك قوله تعالى‌ وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ [النّمل: الآية 16] و قوله تعالى حكاية عن زكريا: فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَ يَرِثُ‌ [مريم: الآية 5] إذ المراد وراثة العلم و الحكمة.

و في لفظ أنها رضي اللّه تعالى عنها قالت له: من يرثك؟ قال: أهلي و ولدي، فقالت فما لي لا أرث أبي. فقال لها سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يقول: لا نورث فغضبت رضي اللّه تعالى عنها من أبي بكر رضي اللّه تعالى عنه و هجرته إلى أن ماتت، أي فإنها عاشت بعد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ستة أشهر على ما تقدم. و معنى هجرانها لأبي بكر رضي اللّه تعالى عنه أنها لم تطلب منه حاجة و لم تضطر إلى لقائه، إذ لم ينقل أنها رضي اللّه تعالى عنها لقيته و لم تسلم عليه، و لا كلمته.

و روى ابن سعد أن أبا بكر رضي اللّه تعالى عنه جاء إلى بيت علي لما مرضت فاطمة فاستأذن عليها، فقال علي (كرم اللّه وجهه): هذا أبو بكر على الباب يستأذن، فإن شئت أن تأذني له فأذني، قالت: و ذاك أحب إليك؟ قال نعم، فأذنت له رضي اللّه تعالى عنه، فدخل و اعتذر إليها فرضيت عنه، و أن أبا بكر رضي اللّه تعالى عنه صلى عليها.

و قال الواقدي: و ثبت عندنا أن عليا (كرم اللّه وجهه) دفنها رضي اللّه تعالى عنها ليلا، و صلى عليها و معه العباس و الفضل رضي اللّه تعالى عنهم و لم يعلموا بها أحدا.

قال بعضهم: و كأنها تأولت قوله (صلى اللّه عليه و سلم): «لا نورث» و حملت ذلك على الأموال. أي الدراهم و الدنانير كما جاء في بعض الروايات: «لا تقسم ورثتي دينارا و لا درهما» بخلاف الأراضي، و لعل طلب إرثها من فدك كان منها بعد أن ادعت رضي اللّه تعالى‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 511
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست