responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 505

لهذا الحيّ من قريش هم أوسط العرب نسبا و دارا، يعني مكة ولدتنا العرب كلها فليست منها قبيلة إلا لقريش منها ولادة و دار، و كنا معاشر المهاجرين أول الناس إسلاما و نحن عشيرته (صلى اللّه عليه و سلم) و أقاربه و ذوو رحمه، فنحن أهل النبوّة و أهل الخلافة، و لم يترك شيئا أنزل في الكتاب بأيديهم إلا قاله، و لا شيئا قاله رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) في شأن الأنصار إلا ذكره، و منه «لو سلكت الناس واديا و سلكت الأنصار واديا لسلكت وادي الأنصار» و قال: «لقد علمت يا سعد أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال و أنت قاعد قريش ولاة هذا الأمر» فقال سعد رضي اللّه تعالى عنه صدقت، فقال أي الصديق رضي اللّه عنه:

نحن الأمراء و أنتم الوزراء، أي و في رواية أنه: أي الصديق رضي اللّه عنه، قال لهم:

أنتم الذين آمنوا و نحن الصادقون، و إنما أمركم اللّه أن تكونوا معنا فقال تعالى:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) [التّوبة: الآية 119] و الصادقون:

هم المهاجرون، قال اللّه تعالى: لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ‌ [الحشر: الآية 8] إلى قوله‌ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ‌ [الحجرات: الآية 15].

و في رواية: «أن أبا بكر رضي اللّه عنه احتج على الأنصار بخبر «الأئمة من قريش» و هو حديث صحيح ورد عن نحو أربعين صحابيا، و أنتم يا معشر الأنصار إخواننا في كتاب اللّه و شركاؤنا في الدين و أنتم أحق بالرضا بقضاء اللّه، و قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين أيهما شئت و أخذ بيدي و يد أبي عبيدة بن الجراح فلم أكره ما قال غيرها، و كان و اللّه أن أقدم فتضرب عنقي و لا يقربني ذلك من إثم أحب إليّ من أتأمر على قوم فيهم أبو بكر، فقال كل من عمر و أبي عبيدة: لا ينبغي لأحد أن يكون فوقك يا أبا بكر أي و في لفظ بل نبايعك، و أنت سيدنا و خيرنا و أحبنا إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و هذا من عمر رضي اللّه عنه كان بعد أن أتى أبا عبيدة، و قال: إنك أمين هذه الأمة على لسان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فقال: ما رأيت بك ضعف رأي قبلها منذ أسلمت، أما بقي فيكم الصديق و ثاني اثنين؟ و في رواية أن أبا بكر رضي اللّه عنه قال لعمر ابسط يدك لأبايعك، فقال له أنت أفضل مني، فأجابه بأنت أقوى مني ثم كرر ذلك. فقال له: فأين قوتي مع فضلك.

و اعترض قول أبي بكر المذكور، بأنه كيف يقول ذلك مع علمه بأنه أحق بالخلافة؟ و كيف يقدم أبا عبيدة على عمر مع أنه أفضل منه؟.

و أجيب بأنه رضي اللّه عنه قال ذلك لأنه استحيا أن يقول: رضيت لكم نفسي مع علمه بأن كلا من عمر و أبي عبيدة لا يقبل و أن أبا بكر رضي اللّه عنه كان يرى جواز تولية المفضول على من هو أفضل منه، و هو الحق عند أهل السنة لأنه قد يكون أقدر من الأفضل على القيام بمصالح الدين و أعرف بتدبير الأمر و ما فيه انتظام حال الرعية.

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 505
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست