responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 479

رجليه بين أصحابه. يكرم من يدخل عليه، و ربما بسط له رداءه و آثره بالوسادة التي تحته، و يعزم عليه بالجلوس عليها إن أبي، و يدعو أصحابه بأحب أسمائهم و يكنيهم، و لا يجلس إليه أحد و هو يصلي إلا خفف صلاته، و سأله عن حاجته، فإذا فرغ عاد إلى صلاته، و طعن في الحديث الذي ورد بذلك، و إذا سمع بكاء الصغير و هو يصلي تجوّز فيها: أي خففها.

أكثر الناس شفقة على خلق اللّه تعالى و أرأفهم بهم و أرحمهم بهم، قال تعالى:

وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (107) [الأنبياء: الآية 107] و من ثم رغب (صلى اللّه عليه و سلم) إلى اللّه تعالى أن يجعل سبه و لعنه لأحد من المسلمين رحمة له: أي إذا كان لا يستحق ذلك السب في باطن الأمر و يستحقه في ظاهر الأمر. أي و قال (صلى اللّه عليه و سلم): «من لا يرحم لا يرحم» أوصل الناس للرحم، و أقومهم بالوفاء و حسن العهد.

و كان (صلى اللّه عليه و سلم) يقول: «إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد، و أجلس كما يجلس العبد».

و كان يركب الحمار: أي و ربما ركبه عريانا و يردف خلفه. فعن أنس رضي اللّه عنه: رأيته (صلى اللّه عليه و سلم) يوما على حمار خطامه ليف، أي و قد جاء أن ركوب الحمار براءة من الكبر، و كان يجلس على الأرض، و كان يشرب قائما و قاعدا و ينتعل قائما و قاعدا، و يصلي منتعلا و حافيا.

و في لفظ: كان أكثر صلاته (صلى اللّه عليه و سلم) في نعليه و كان يحب التيامن في شأنه كله في طهوره و ترجله و تنعله، و كان يحب السواك حتى لقد أحفى لثته. و كان يكتحل بالإثمد عند النوم ثلاثا في كل عين. و في لفظ: ثلاثا في اليمنى و مرتين في اليسرى.

و قال (صلى اللّه عليه و سلم): «عليكم بالإثمد، فإنه يجلو البصر، و ينبت الشعر، و إنه من خير أكحالكم» و كان يعود المساكين و يجلس بين أصحابه.

«و حج (صلى اللّه عليه و سلم) على رحل رث عليه قطيفة ما تساوي أربعة دراهم، و قال: اللهم اجعله حجا مبرورا لا رياء فيه و لا سمعة» كما تقدم، و أهدى في حجة ذلك مائة بدنة كما تقدم.

و كان يفلي ثوبه، أي و إن كان من خصائصه (صلى اللّه عليه و سلم) أن القمّل لا يؤذيه، و يحلب شاته، و يخصف نعله، و يرقع ثوبه و يخدم نفسه، و يعلف ناضحه و هو الجمل الذي يسقي عليه الماء، و يقمّ البيت.

قال و عن عائشة رضي اللّه عنها: كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يعمل عمل البيت، و أكثر ما يعمل الخياطة، ما يرى فارغا قط في بيته، إما يخصف نعلا لرجل مسكين، أو يخيط ثوبا لأرملة انتهى، و يأكل مع الخادم، و يحمل بضاعته من السوق، و يحب الطيب، و يأمر به.

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 479
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست