عليه و منهن من عقد عليه، و هذا القسم أيضا منه من دخل به و منه من لم يدخل به.
و في لفظ: جملة من عقد عليه ثلاث و عشرون امرأة، و الذي دخل به منهن اثنتا عشرة.
فمن غير المدخول بها غزية، و هي أم شريك العامرية، و هذه قبل دخوله بها طلقها و لم يراجعها. و هناك أم شريك السلمية أخرى، و هي خولة أو خويلة و لم يدخل بها. و هناك أم شريك ثالثة و هي الغفارية. و أم شريك رابعة و هي الأنصارية.
و اختلف في الواهبة نفسها، فقيل ميمونة، و قيل أم شريك غزية، و قيل أم شريك خولة التي لم يدخل بها.
و رجح القول الثاني الحصني حيث اقتصر عليه في كتاب المؤمنات، فقال:
و منهن أم شريك، و اسمها غزية، و هي التي وهبت نفسها للنبي (صلى اللّه عليه و سلم) فلم يقبلها على ما قاله الأكثرون، فلم تتزوج حتى مات عليه الصلاة و السلام. قال ابن عباس رضي اللّه عنهما: وقع في قلب أم شريك الإسلام و هي بمكة فأسلمت، ثم جعلت تدخل على نساء قريش سرا فتدعوهن للإسلام و ترغبهن فيه حتى ظهر أمرها لأهل مكة فأخذوها، و قالوا لو لا قومك لفعلنا بك و فعلنا، و لكنا نسيرك إليهم، قالت: فحملوني على بعير ليس تحتي شيء ثم تركوني ثلاثا لا يطعموني و لا يسقوني، و كانوا إذا نزلوا منزلا أوقفوني في الشمس و استظلوا، فبينما هم قد نزلوا منزلا و أوقفوني في الشمس إذا أنا بأبرد شيء على صدري فتناولته، فإذا هو دلو من ماء، فشربت قليلا ثم نزع مني و رفع، ثم عاد فتناولته فشربت من ثم رفع، ثم عاد ثم رفع مرارا فشربت منه حتى رويت ثم أفضت سائرة على جسدي و ثيابي، فلما استيقظوا إذا هم بأثر الماء على ثيابي فقالوا: انحللت فأخذت سقاءنا فشربت منه، فقلت: لا و اللّه، و لكنه كان من الأمر كذا و كذا، فقالوا: لئن كنت صادقة لدينك خير من ديننا، فلما نظروا إلى أسقيتهم وجدوها كما تركوها فأسلموها عند ذلك، و أقبلت إلى النبي (صلى اللّه عليه و سلم)، فوهبت نفسها له بغير مهر فقبلها و دخل عليها.
قال: و في ذلك أن من صدق في حسن الاعتماد على اللّه و قطع طعمه عما سواه جاءته الفتوحات من الغيب، هذا كلامه.
و قد كان (صلى اللّه عليه و سلم) أرجأ من نسائه خمسا: سودة و صفية و جويرية و أم حبيبة و ميمونة، و آوى إليه أربعا: عائشة و زينب و أم سلمة و حفصة، و هؤلاء التسعة مات عنهن (صلى اللّه عليه و سلم).
و قد نظمهن بعضهم فقال:
توفي رسول اللّه عن تسع نسوة* * * إليهن تعزى المكرمات و تنسب
فعائشة ميمونة و صفية* * * و حفصة تتلوهن هند و زينب