responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 390

و لكن روى الدار قطني (رحمه اللّه) عنها رضي اللّه تعالى عنها أنها قالت «خرجت مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) في عمرة في رمضان فأفطر و صمت و قصر و أتممت» قال في الهدى إنه غلط عليها و هو الأظهر، فإنه (صلى اللّه عليه و سلم) ما اعتمر في رمضان قط. أقول: و زاد بعضهم أنه اعتمر أيضا عمرتين عمرة في رجب و عمرة في شوال فيكون اعتمر ستة، إلا أن يقال: يجوز أن يكون مستند القائل اعتمر في رجب قول ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما المتقدم، و قد تقدم رده و جاز أن يكون قوله اعتمر في شوال أي خرج للعمرة في شوال و هي العمرة التي كانت في ضمن حجة الوداع، و اللّه أعلم.

باب ذكر نبذ من معجزاته (صلى اللّه عليه و سلم)

التي يمكن التحدي بها، سواء تحدى بها بالفعل كالقرآن و تمنى اليهود الموت أولا. و تلك المعجزة اصطلاحا هي الحاصلة له (صلى اللّه عليه و سلم) بعد البعثة إلى وفاته. و أما الأمور الحاصلة له بين يدي أيام مولده و بعثته، و قبل ذلك من الأمور الخارقة للعادة الغربية الموهنة للكفر، التي يعجز عن بلوغها قوى البشر، و لا يقدر عليها إلا خالق القوى القدر، لأنها في الاصطلاح يقال لها إرهاصات و تأسيسات للرسالة، و لا تسمى في الاصطلاح معجزات.

و هي إذا تليت على قلب المؤمن زادته إيمانا، و إذا تفكر فيها ذو البصيرة و اليقين زادته إيقانا، فإن كل من أرسله اللّه عز و جل لم يخله من آية أيده بها مخالفة للعادات، لكون ما يدعيه من الرسالة مخالفا لها، فيستدل بتلك الآية على صدقه فيما يدعيه، لأن اقترانها بدعواه الرسالة تصديق له فيها.

و قد كانت للأنبياء: أي الرسل معجزات مختلفة، أي و هو (صلى اللّه عليه و سلم) أكثر الرسل معجزة، و أعظمهم آية، و أظهرهم برهانا فقد جاء «ما من الأنبياء من نبي إلا و قد أعطي من الآيات ما آمن عليه البشر»: أي آمنوا بسبب إظهاره «و إنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى اللّه عز و جل إليّ» و هو القرآن لأنه الذي تحداهم به «فأرجو أن أكون أكثرهم تبعا يوم القيامة».

أي فإنه لما غلب السحر في زمن عليه الصلاة و السلام جاءهم بجنسه في معجزاته، فألقى العصا، و فلق البحر. و لما غلب الطب في زمن عيسى عليه الصلاة و السلام جاءهم بجنسه، فأحيا الموتى، و أبرأ الأكمه و الأبرص. و لما غلبت الفصاحة و قول الشعر في زمن نبينا عليه الصلاة و السلام جاءهم بالقرآن. و هذا السياق يدل على أن المعجزة خاصة بالرسل عليهم الصلاة و السلام، و يوافق ذلك قول صاحب المواقف و شرحه، و هي: أي المعجزة بحسب الاصطلاح عبارة عما قصد به إظهار صدق من ادعى أنه رسول اللّه.

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست