responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 384

كما أن القران قد يطلق على الإتيان بطوافين و سعيين. فمن روى عنه (صلى اللّه عليه و سلم) أنه أفرد الحج أراد به أنه أتى بأعمال الحج و لم يفرد للعمرة أعمالا.

و لم أقف على أنه (صلى اللّه عليه و سلم) دخل الكعبة في هذه الحجة التي هي حجة الوداع.

و لما طاف (صلى اللّه عليه و سلم) سبعا وقف في الملتزم بين ركن الحجر و بين باب الكعبة فدعا اللّه و ألزق جسده: أي صدره الشريف و وجهه بالملتزم.

أي و لما وصل (صلى اللّه عليه و سلم) إلى محل بين مكة و المدينة يقال له غدير خمّ بقرب رابغ جمع الصحابة و خطبهم خطبة بين فيها فضل علي (كرم اللّه وجهه)، و براءة عرضه مما تكلم فيه بعض من كان معه بأرض اليمن بسبب ما كان صدر منه إليهم من المعدلة التي ظنها بعضهم جورا و بخلا، و الصواب كان معه (كرم اللّه وجهه) في ذلك فقال (صلى اللّه عليه و سلم) «أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم، يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب» أي و في لفظ في الطبراني «فقال: يا أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله، و إني لأظن أن يوشك أن أدعى فأجيب، و إني مسئول، و إنكم مسئولون فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت و جهدت و نصحت، فجزاك اللّه خيرا، فقال (صلى اللّه عليه و سلم): أ ليس تشهدون أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا عبده و رسوله، و أن جنته حق و ناره حق، و أن البعث حق بعد الموت، و أن السعة آتية لا ريب فيها، و أن اللّه يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: اللهم اشهد» الحديث «ثم حض على التمسك بكتاب اللّه و وصى بأهل بيته، أي فقال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي، و لن تتفرقا حتى تردا عليّ الحوض»، و قال في حق علي (كرم اللّه وجهه) لما كرر عليهم: أ لست أولى بكم من أنفسكم ثلاثا، و هم يجيبونه (صلى اللّه عليه و سلم) بالتصديق و الاعتراف، و رفع (صلى اللّه عليه و سلم) يد علي (كرم اللّه وجهه) و قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه، و أحب من أحبه، و ابغض من أبغضه، و انصر من نصره، و أعن من أعانه، و اخذل من خذله، و أدر الحق معه حيث دار» و هذا أقوى ما تمسكت به الشيعة و الإمامية و الرافضة على أن عليا (كرم اللّه وجهه) أولى بالإمامة من كل أحد، و قالوا هذا نص صريح على خلافته سمعه ثلاثون صحابيا و شهدوا به، قالوا: فلعلي عليهم من الولاء ما كان له (صلى اللّه عليه و سلم) عليهم، بدليل قوله (صلى اللّه عليه و سلم): «أ لست أولى بكم» و هذا حديث صحيح ورد بأسانيد صحاح و حسان، و لا التفات لمن قدح في صحته كأبي داود و أبي حاتم الرازي.

و قول بعضهم إن الزيادة اللهم وال من والاه إلى آخره موضوعة مردود، فقد ورد ذلك من طرق صحح الذهبي كثيرا منها.

و قد جاء أن عليا (كرم اللّه وجهه) قام خطيبا فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال:

أنشد اللّه من ينشد يوم غدير خمّ إلا قام، و لا يقوم رجل يقول أنبئت أو بلغني إلا

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 384
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست