responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 365

اللّه عليك ما كتب عليهن، أهلي بالحج» و في رواية: «ارفضي عمرتك»، أي لا تشرعي في شي‌ء من أعمالها، «و أحرمي بالحج فإنك تقضين كل ما يقضي الحاج» أي تفعلين كل ما يفعل الحاج و أنت حائض «إلا أنك لا تطوفين بالبيت، ففعلت ذلك؟

أي أدخلت الحج على العمرة، و وقفت المواقف» فوقفت بعرفة و هي حائض حتى إذا طهرت: أي و ذلك يوم النحر، و قيل عشية عرفة طافت بالبيت و بالصفا و المروة «فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): قد حللت من حجك و عمرتك جميعا».

و ذكر بعضهم أن في هذه الحجة كان جمل عائشة رضي اللّه عنها سريع المشي مع خفة حمل عائشة، و كان جمل صفية بطي‌ء المشي مع ثقل حملها، فصار يتأخر الركب بسبب ذلك فأمر (صلى اللّه عليه و سلم) أن يجعل حمل صفية على جمل عائشة، و أن يجعل حمل عائشة على جمل صفية، فجاء (صلى اللّه عليه و سلم) لعائشة رضي اللّه عنها يستعطف خاطرها، فقال لها: يا أم عبد اللّه، حملك خفيف و جملك سريع المشي، و حمل صفية ثقيل و جملها بطي‌ء، فأبطأ ذلك بالركب، فنقلنا حملك على جملها، و حملها على جملك ليسير الركب، فقالت له: إنك تزعم أنك رسول اللّه، فقال (صلى اللّه عليه و سلم): أ في شك أني رسول اللّه أنت يا أم عبد اللّه؟ قالت فما لك لا تعدل؟ قالت: فكان أبو بكر رضي اللّه عنه فيه حدة، فلطمني على وجهي، فلامه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فقال: أ ما سمعت ما قالت؟

فقال: دعها فإن المرأة الغيراء لا تعرف أعلى الوادي من أسفله.

قالوا: و لما نزلوا بمحل يقال له العرج فقد البعير الذي عليه زاملته (صلى اللّه عليه و سلم) و زامله أبي بكر، أي زادهما، و كان ذلك البعير مع غلام لأبي بكر. فقال أبو بكر رضي اللّه تعالى عنه للغلام: أين بعيرك؟ قال: ضللته البارحة. فقال أبو بكر و قد اعترته حدة:

بعير واحد تضله، و أخذ يضربه بالسوط و رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يقول: انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع و يتبسم لا يزيد على ذلك، فلما بلغ بعض الصحابة أن زاملة رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ضلت جاء بحيس و وضعه بين يديه (صلى اللّه عليه و سلم)، فقال (صلى اللّه عليه و سلم) لأبي بكر رضي اللّه تعالى عنه و هو يغتاط على الغلام: هون عليك يا أبا بكر، فإن الأمر ليس لك و لا إلينا.

و قد كان الغلام حريصا على أن لا يضل بعيره، و هذا غذاء طيب قد جاء اللّه به، و هو خلف عما كان معه، فأكل (صلى اللّه عليه و سلم) و أبو بكر و من كان يأكل معهما حتى شبعوا، فأقبل صفوان بن المعطل رضي اللّه تعالى عنه و كان على ساقة القوم، أي لأن هذا كان شأنه كما تقدم في قصة الإفك و البعير معه و عليه الزاملة حتى أناخه على باب منزله (صلى اللّه عليه و سلم)، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لأبي بكر: انظر هل تفقد شيئا من متاعك؟ فقال: ما فقدت شيئا إلا قعبا كنا نشرب فيه، فقال الغلام: هذا القعب معي. و لما بلغ سعد بن عبادة و ابنه قيسا رضي اللّه تعالى عنهما زاملته (صلى اللّه عليه و سلم) قد ضلت جاءا بزاملة و قالا: أي كل واحد منهما: يا رسول اللّه بلغنا أن زاملتك ضلت الغداة، و هذه زاملة مكانها، فقال رسول‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 365
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست