responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 361

و بفتحهما أو حصبة، منعت كثيرا من الناس من الحج معه (صلى اللّه عليه و سلم)، و مع ذلك كان معه جموع لا يعلمها إلا اللّه تعالى، قيل كانوا أربعين ألفا، و قيل كانوا سبعين ألفا و قيل كانوا تسعين ألفا و قيل كانوا مائة ألف و أربعة عشر ألفا و قيل و عشرين ألفا، و قيل كانوا أكثر من ذلك. و قد قال (صلى اللّه عليه و سلم): أي عند ذهابه: عمرة في رمضان تعدل حجة، أو قال حجة معي، أي قال ذلك تطبيبا لخواطر من تخلف. و صوب بعضهم أن هذا إنما قاله (صلى اللّه عليه و سلم) بعد رجوعه أي إلى المدينة، قاله لأم سنان الأنصارية لما قال لها: ما منعك أن تكوني حججت معنا؟ و قالت: لنا ناضحان حج أبو فلان: تعني زوجها و ولدها على أحدهما، و كان الآخر نسقي عليه أرضنا لنا. و قال ذلك أيضا لغيرها من النسوة، قاله لأم سليم و لأم طلق و لأم الهيثم. و لا مانع أن يكون قال ذلك مرتين: مرة عند ذهابه لما ذكر، و مرة عند رجوعه لمن ذكر.

و كان خروجه (صلى اللّه عليه و سلم) يوم الخميس لست بقين من ذي القعدة أي و قيل يوم السبت لخمس بقين من ذي القعدة و رجحه بعضهم و أطال في الاستدلال له و ذلك سنة عشر نهارا بعد أن ترجل و ادهن، و بعد أن صلى الظهر بالمدينة، و صلى عصر ذلك اليوم بذي الحليفة ركعتين، و طاف تلك الليلة على نسائه، أي فإنهن كن معه (صلى اللّه عليه و سلم) في الهوادج و كن تسعة، ثم اغتسل، ثم صلى الصبح أي و الظهر، ثم طيبته عائشة رضي اللّه تعالى عنها بذريرة: هي نوع من الطيب مجموع من أخلاط الطيب و بطيب فيه مسك، ثم أحرم (صلى اللّه عليه و سلم) أي و ذلك بعد أن اغتسل لإحرامه غير غسله الأول، و تجرد في إزاره و ردائه، أي فقد روى الشيخان أنه (صلى اللّه عليه و سلم) أحرم في رداءه و إزار، و لم يغسل الطيب بل كان يرى و بيص المسك في مفارقه و لحيته الشريفة، أي فإنه (صلى اللّه عليه و سلم) لبد شعر رأسه بما يلزق بعضه ببعض فلا يشعث.

و عن عائشة رضي اللّه تعالى عنها: «طيبته (صلى اللّه عليه و سلم) لحرمه و حله» و عنها رضي اللّه تعالى عنها قالت: كنت أطيب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لإحرامه قبل أن يحرم، و لحله قبل أن يطوف بالبيت، رواه الشيخان. و عنها قالت: «كنت أطيب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ثم يطوف على نسائه، ثم يصبح محرما ينضح طيبا» و به ردّ على ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما، قوله: لأن أصبح مطيبا بقطران أحب إليّ من أن أصبح محرما أنضح طيبا.

و يؤيد ما قاله ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما ما تقدم في الحديبية: من أمره (صلى اللّه عليه و سلم) من تطيب قبل إحرامه بغسل الطيب و تقدم ما فيه، أي و صلى كما في الصحيحين عن ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما ركعتين أي قبل أن يحرم، و به يردّ قول ابن القيم (رحمه اللّه تعالى): لم ينقل عنه (صلى اللّه عليه و سلم) أنه صلى للإحرام ركعتين غير فرض الظهر و أهل حيث انبعثت به راحلته أي و هي القصواء أي و هو يردّ ما روي عن ابن سعد (رحمه اللّه تعالى)، حج النبي (صلى اللّه عليه و سلم) و أصحابه مشاة من المدينة إلى مكة قد ربطوا أوساطهم، و من‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 361
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست