responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 360

حجة الوداع‌

و يقال لها حجة البلاغ، و حجة الإسلام، لأنه (صلى اللّه عليه و سلم) ودّع الناس فيها و لم يحج بعدها، و لأنه ذكر لهم ما يحل و ما يحرم. و قال لهم: هل بلغت، و لأنه (صلى اللّه عليه و سلم) لم يحج من المدينة غيرها، قيل لإخراج الكفار الحج عن وقته، لأن أهل الجاهلية كانوا يؤخرون الحج في كل عام أحد عشر يوما حتى يدور الدور إلى ثلاث و ثلاثين سنة فيعود إلى وقته، و لذلك قال عليه الصلاة و السلام في هذه الحجة: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق اللّه السموات و الأرض» فإن هذه الحجة كانت في السنة التي عاد فيها الحج إلى وقته و كانت سنة عشر.

قال الجمهور: فرض الحج و كان سنة ست من الهجرة أي و صححه الرافعي في باب السير و تبعه النووي.

و قيل فرض سنة تسع. و قيل سنة عشر انتهى، و به قال أبو حنيفة، و من ثم قال إنه على الفور. و قيل فرض قبل الهجرة و استغرب.

خرج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يريد الحج و أعلم الناس بذلك، و لم يحج منذ هاجر إلى المدينة غير هذه الحجة، قال: و أما بعد النبوة قبل الهجرة فحج ثلاث حجات، أي و قيل حجتين: أي و هما اللتان بايع فيهما الأنصار عند العقبة.

و في كلام ابن الأثير: كان (صلى اللّه عليه و سلم) يحج كل سنة قبل أن يهاجر. و في كلام ابن الجوزي: حج (صلى اللّه عليه و سلم) قبل النبوة و بعدها حججا لا يعلم عددها، أي و كان (صلى اللّه عليه و سلم) قبل النبوة يقف بعرفات و يفيض منها إلى مزدلفة، مخالفا لقريش توفيقا له من اللّه، فإنهم كانوا لا يخرجون من الحرم، فإنهم قالوا: نحن بنو إبراهيم عليه الصلاة و السلام، و أهل الحرم، و ولاة البيت و عاكفو مكة فليس لأحد من العرب منزلتنا فلا تعظموا شيئا من الحل أي كما تعظمون الحرم، فإنكم إن فعلتم ذلك استخفت العرب بحرمكم و قالوا قد عظموا من الحل مثل ما عظموا من الحرم، فليس لنا أن نخرج من الحرم نحن الحمس، فتركوا الوقوف بعرفة و الإفاضة منه إلى المزدلفة، و يرون ذلك لسائر العرب: قال بعض الصحابة: لقد رأيت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قبل أن ينزل عليه الوحي و إنه واقف على بعير له بعرفات مع الناس من بين قومه حتى يدفع معهم منها توفيقا له من اللّه عز و جل.

و عند خروجه (صلى اللّه عليه و سلم) للحج أصاب الناس بالمدينة جدري بضم الجيم و فتح الدال‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست