responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 352

و أعجب به (صلى اللّه عليه و سلم) و دعا في عسل بنها بالبركة، لأنه حين أكل منه قال: إن كان عسلكم أشرف فهذا أحلى، ثم دعا فيه بالبركة.

و أهدى إليه مربعة يضع فيها المكحلة و قارورة الدهن و المشط و المقص و المسواك، و مكحلة من عيدان شامية و مرآة و مشطا، أي فإن المقوقس سأل حاطبا عن النبي (صلى اللّه عليه و سلم) هل يكتحل؟ فقال له: نعم، و ينظر في المرآة، و يرجل شعره، و لا يفارق خمسا في سفر كان أو في حضر، و هي: المرآة، و المكحلة، و المشط، و المدرى، و المسواك و المدرى: شي‌ء كالمسلة يفرق به بين شعر الرأس ويحك به لأن حكه بالإصبع يشوش الشعر و يلوي بها قرون شعر الرأس.

و عن عائشة رضي اللّه تعالى عنها: «سبع لم تفارق رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) في سفر و لا حضر: القارورة التي يكون فيها الدهن، و المشط، و المكحلة، و المقراض»، أي المقص و المسواك، و المرآة. زاد بعضهم «و الإبرة، و الخيط» و لعل عدم ذكر ذلك في الكتاب أنه لم يره شيئا ينبغي ذكره.

أي و قد قال بعضهم: إن المقوقس أرسل مع الهدية طبيبا، فقال له النبي (صلى اللّه عليه و سلم):

«ارجع إلى أهلك نحن قوم لا نأكل حتى نجوع و إذا أكلنا لا نشبع».

و اعترض كون الحمار الذي أرسله المقوقس يسمى يعفورا، بأن الحمار الذي يسمى يعفورا أهداه له فروة بن عمرو الجذامي عامل قيصر.

و أهدى إليه أيضا بغلة شهباء يقال لها فضة. و فرسا يقال له الظرب كما تقدم.

ثم رأيت بعضهم سمى الحمار الذي أهداه عامل قيصر عفيرا أيضا، و عليه فتسمية حمار المقوقس عفيرا أيضا كما في الأصل أن الحمار الذي أهداه المقوقس يقال له يعفورا و عفير من خلط بعض الرواة فلا منافاة. و في هذا قبول هدية المشركين. و قد تقدم رده (صلى اللّه عليه و سلم) لهداياهم و قال: لا أقبل زبد المشركين.

و مما يشكل عليه أيضا أنه (صلى اللّه عليه و سلم) في هدنة الحديبية أهدى (صلى اللّه عليه و سلم) لأبي سفيان عجوة، و استهداه أدما فأهداه إليه أبو سفيان و هو على شركه.

و ذكر أن المقوقس قال لحاطب رضى اللّه عنه: القبط لا يطاوعوني في اتباعه، و لا أحب أن تعلم بمحاورتي إياك، و أنا أضنّ: أي أبخل بملكي أن أفارقه، و سيظهر على البلاد، و ينزل بساحتنا هذه أصحابه من بعده أي و كان كذلك، فإن المسلمين فتحوا مصر سنة ست عشرة و نزلها الصحابة. فارجع إلى صاحبك، و ارحل من عندي، و لا تسمع منك القبط حرفا واحدا. قال حاطب رضي اللّه عنه: فرحلت من عنده، أي و بعث معه جيشا إلى أن دخل جزيرة العرب و وجد قافلة من الشام تريد المدينة فردّ الجيش و ارتفق بالقافلة.

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست