responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 350

ذهب إلى مصر فلم يجده فذهب إلى الإسكندرية، فأخبر أنه في مجلس مشرف على البحر، فركب حاطب رضي اللّه عنه سفينة و حاذى مجلسه، و أشار بالكتاب إليه، فلما رآه أمر باحضاره بين يديه، فلما جي‌ء به نظر إلى الكتاب و فضه و قرأه، و قال لحاطب: ما منعه إن كان نبيا أن يدعو على من خالفه: أي من قومه، و أخرجوه من بلده إلى غيرها أن يسلط عليهم، فاستعاد منه الكلام مرتين ثم سكت، فقال له حاطب: أ لست تشهد أن عيسى ابن مريم رسول اللّه؟ فما له حيث أخذه قومه فأرادوا أن يقتلوه أن لا يكون دعا عليهم أن يهلكهم اللّه تعالى حتى رفعه اللّه إليه؟ قال: أحسنت، أنت حكيم جاء من عند حكيم، ثم قال له حاطب رضي اللّه عنه: إنه كان قبلك رجل يزعم أنه الرب الأعلى يعني فرعون‌ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَ الْأُولى‌ (25) [النّازعات: الآية 25] فانتقم به ثم انتقم منه، فاعتبر بغيرك و لا يعتبر غيرك بك، إن هذا النبي (صلى اللّه عليه و سلم) دعا الناس، فكان أشدّهم عليه قريش، و أعداهم له يهود، و أقربهم منه النصارى، و لعمري ما بشارة موسى بعيسى عليهما الصلاة و السلام إلا كبشارة عيسى بمحمد (صلى اللّه عليه و سلم)، و ما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الإنجيل، و كل نبي أدرك قوما فهم أمته، فالحق عليهم أن يطيعوه، فأنت ممن أدرك هذا النبي. و لسنا ننهاك عن دين المسيح (عليه السلام)، و لكنا نأمرك به. فقال: إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بمزهود فيه، و لا ينهى عن مرغوب عنه، و لم أجده بالساحر الضالّ و لا الكاهن الكذاب، و وجدت معه آلة النبوّة بإخراج الخب‌ء بفتح الخاء المعجمة و همز في آخره: أي الشي‌ء الغائب المستور، و الإخبار بالنجوى، أي يخبر بالمغيبات و سأنظر، و أخذ كتاب النبي (صلى اللّه عليه و سلم) و جعله في حق عاج، و ختم عليه، و دفعه إلى جارية له.

ثم دعا كاتبا له يكتب بالعربية، فكتب إلى النبي (صلى اللّه عليه و سلم): «بسم اللّه الرحمن الرحيم. لمحمد بن عبد اللّه من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك. أما بعد: فقد قرأت كتابك، و فهمت ما ذكرت فيه و ما تدعو إليه، و قد علمت أن نبيا قد بقي، و قد كنت أظن أنه يخرج بالشام، و قد أكرمت رسولك»، أي فإنه قد دفع له مائة دينار و خمسة أثواب «و بعثت لك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم» أي و هما مارية و سيرين بالسين المهملة مكسورة «و بثياب: أي و هي عشرون ثوبا من قباطي مصر» قال بعضهم: و بقيت تلك الثياب حتى كفن (صلى اللّه عليه و سلم) في بعضها.

و في كلام هذا البعض: و أرسل له (صلى اللّه عليه و سلم) عمائم و قباطي و طيبا و عودا و ندا و مسكا مع ألف مثقال من الذهب و مع قدح من قوارير، فكان (صلى اللّه عليه و سلم) يشرب فيه، أي لأنه سأل حاطبا رضي اللّه عنه فقال: أي طعام أحب إلى صاحبكم؟ قال: الدباء: يعني القرع، ثم قال له: في أي شي‌ء يشرب؟ قال: في قعب من خشب، ثم قال «و أهديت إليك بغلة لتركبها، و السلام عليك»، و لم يزد على ذلك، و لم يسلم.

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست