responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 345

و الذي في البخاري أن قيصر لما سار إلى حمص أذن لعظماء الروم في دسكرة له، ثم أمر بأبوابها فغلقت، ثم اطلع، فقال: يا معشر الروم هل لكم في الفلاح و الرشد، و أن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي؟ فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد أغلقت، فلما رأى قيصر نفرتهم و أيس من الإيمان منهم أي و قالوا له أ تدعونا أن نترك النصرانية و نصير عبيدا لأعرابي، فقال ردوهم عليّ و قال:

إني قلت مقالتي أختبر بها شدتكم على دينكم، فقد رأيت، فسجدوا له و رضوا عنه.

و عند ذلك كتب كتابا و أرسله مع دحية إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يقول فيه إني مسلم و لكنني مغلوب، و أرسل بهدية، فلما قرى‌ء عليه (صلى اللّه عليه و سلم) الكتاب قال: كذب عدو اللّه، ليس بمسلم، و قبل (صلى اللّه عليه و سلم) هديته و قسمها بين المسلمين، و مصداق قوله (صلى اللّه عليه و سلم): أن قيصر بعد هذه القصة بدون سنتين قاتل المسلمين بغزوة مؤتة.

و في صحيح ابن حبان عن أنس رضي اللّه تعالى عنه: «أن النبي (صلى اللّه عليه و سلم) كتب إليه أيضا من تبوك يدعوه و أنه قارب الإجابة و لم يجب» و في مسند الإمام أحمد: «أنه كتب من تبوك إلى النبي (صلى اللّه عليه و سلم) إني مسلم، فقال النبي (صلى اللّه عليه و سلم): كذب إنه على نصرانيته».

و في لفظ: «كذب عدو اللّه و اللّه إنه ليس بمسلم».

قال الحافظ ابن حجر (رحمه اللّه): فعلى هذا إطلاق صاحب الاستيعاب أنه آمن:

أي أظهر التصديق، لكنه لم يستمر عليه و لم يعمل بمقتضاه، بل شح بملكه، و آثر العافية على العاقبة لعنة اللّه عليه، أي لأنه تحقق كفره أي و قد ذكر حامل كتابه إليه (صلى اللّه عليه و سلم) قال جئت تبوك فإذا هو جالس بين ظهراني أصحابه محتبيا، فقلت: أين صاحبكم؟ قيل: هو هذا، فأقبلت أمشي حتى جلست بين يديه فناولته كتابي فوضعه في حجره، ثم قال: من أنت؟ قلت: أنا أحد تنوخ، قال: هل لك في الإسلام دين الحنيفة ملة إبراهيم؟ قلت إني رسول قوم و على دين قوم لا أرجع عنه حتى أرجع إليهم، فضحك (صلى اللّه عليه و سلم) و قال: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) [القصص: الآية 56] فلما فرغ من قراءة كتابي قال: إن لك حقا، و إنك رسول، فلو وجدت عندنا جائزة جوزناك بها، إنا قوم سفر، فقال رجل: أنا أجوزه، فأتى بحلة فوضعها في حجري، فسألت عنه؟ فقيل لي: إنه عثمان بن عفان رضي اللّه تعالى عنه.

ذكر كتابه (صلى اللّه عليه و سلم) إلى كسرى ملك فارس على يد عبد اللّه بن حذافة، أي لأنه كان يتردد عليه كثيرا

بعث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عبد اللّه بن حذافة السهمي، و قيل أخاه خنيسا، و قيل أخاه خارجة، و قيل شجاع بن وهب، و قيل عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنهم إلى‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست