responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 343

قيل و هذه الآية كتبها (صلى اللّه عليه و سلم) قبل نزولها لأنها إنما نزلت في وفد نجران، و ذلك في سنة تسع. و هذه القصة كانت في سنة ست، و قيل بعد نزولها لأن نزولها كان في أول الهجرة في شأن اليهود. قال الحافظ ابن حجر (رحمه اللّه تعالى): و جوز بعضهم نزولها مرتين و هو بعيد كذا قال فليتأمل.

قال أبو سفيان رضي اللّه تعالى عنه: فلما قضى مقالته و فرغ من الكتاب علت أصوات الذين حوله و كثر لغطهم: أي أصواتهم التي لا تفهم.

و في البخاري: كثر عنده الصخب: و ارتفاع الأصوات. و الصخب. اختلاط الأصوات عند المخاصمة. زاد البخاري: فلا أدري ما قالوا و أمر بنا فأخرجنا، فلما خرجت أنا و أصحابي و خلصنا قلت لهم لقد أمر أمر ابن أبي كبشة: أي عظم أمره، هذا ملك بني الأصفر يخافه، فما زلت موقنا أن سيظهر حتى أدخل اللّه عليّ الإسلام، أي فأظهرت ذلك اليقين لأنه ارتفع. و في لفظ: فما زلت مرعوبا من محمد حتى أسلمت.

و قد تقدم الكلام على كبشة، و هو أن جد وهب لأمه أبو آمنة أم النبي (صلى اللّه عليه و سلم) كان يكنى أبا كبشة. قال في شرح مسلم: و هو الذي كان يعبد الشعرى، و أبو سلمة أم جده عبد المطلب كان يكنى أبا كبشة، و زوج مرضعته (صلى اللّه عليه و سلم) كان يكنى أبا كبشة، و تقدم الكلام أيضا على بني الأصفر.

و يروى أن أبا سفيان رضي اللّه تعالى عنه قال لقيصر لما سأله: هل كنتم تتهمونه بالكذب؟ فقال: لا لكن أخبرك عنه أيها الملك خبرا تعرف به أنه قد كذب، قال: و ما هو؟ قلت إنه يزعم لنا أنه خرج من أرضنا أرض الحرم في ليلة فجاء مسجدكم هذا و رجع إلينا في تلك الليلة قبل الصباح، فقال بطريق: أي قائد من قواد الملك كان واقفا عند رأس قيصر: صدق أيها الملك، فنظر إليه قيصر، فقال: ما أعلمك بهذا؟ قال: إني كنت لا أنام ليلة أبدا حتى أغلق أبواب المسجد، فلما كانت تلك الليلة أغلقت الأبواب كلها غير باب واحد غلبني، فاستعنت عليه بعمالي و من يحضرني فلم نستطع أن نحركه كأنما نزاول جبلا، فدعوت النجارين فنظروا إليه فقالوا: لا نستطيع أن نحركه حتى نصبح، فلما أصبحت جئت إليه فإذا الحجر الذي في زاوية المسجد مثقوب. قال في النور: الذي يظهر لي أنه الصخرة: أي المراد بالصخرة في بعض الروايات كما قدمناه، و إذا فيه أثر مربط الدابة فقلت لأصحابي:

ما حبس هذا الباب الليلة إلا لهذا الأمر، فقال قيصر لقومه: يا قوم أ لستم تعلمون أن بين يدي الساعة نبيا بشركم به عيسى ابن مريم ترجون أن يجعله اللّه فيكم؟ قالوا:

بلى، قال: فإن اللّه قد جعله في غيركم، و هي رحمة اللّه عز و جل يضعها حيث يشاء، أي و أمر بإنزال دحية و إكرامه.

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست