responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 342

أي و ذكر بعضهم أن هذا يدل على أن هذه الأشياء التي سأل عنها هرقل كانت عنده في الكتب القديمة من علامات نبوته (صلى اللّه عليه و سلم).

و فيه أن هذا لا يأتي مع قوله ما تقدم إذ هو يقتضي أن ذلك علامة على رسالة كل رسول ثم قال قيصر: و لو أعلم أني أخلص أي أصل إليه لتجشمت: أي تكلفت مع المشقة لقيه. أي و في لفظ آخر: لا أستطيع أن أفعل، إن فعلت ذهب ملكي و قتلني الروم.

قال الإمام النووي (رحمه اللّه تعالى): و لا عذر له في هذا، لأنه قد عرف صدق النبي (صلى اللّه عليه و سلم) و إنما شح بالملك، فطلب الرئاسة و آثرها على الإسلام، و لو أراد اللّه هدايته لوفقه كما وفق النجاشي و ما زالت عنه الرئاسة.

قال الحافظ ابن حجر (رحمه اللّه تعالى): لو تفطن هرقل لقوله (صلى اللّه عليه و سلم) في الكتاب إليه: «أسلم تسلم» و حمل الجزاء على عمومه في الدنيا و الآخرة لسلم لو أسلم من كل ما يخافه، و لكن التوفيق بيد اللّه.

ثم قال: و لو كنت عنده لغسلت عن قدميه: أي مبالغة في خدمته و التعبد له، و لا أطلب منه ولاية و لا منصبا.

قال أبو سفيان: ثم دعا بكتاب النبي (صلى اللّه عليه و سلم) فقرئ عليه، فإذا فيه «بسم اللّه الرحمن الرحيم. من محمد بن عبد اللّه إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى» أي و من لم يتبع الهدى فلا سلام عليه، فليس في هذا بداءة الكافر بالسلام «أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام» أي بالكلمة الداعية للإسلام و هي كلمة التوحيد أي إليها، فالباء موضع إلى «أسلم تسلم يؤتك اللّه أجرك مرتين» أي لإيمانك بعيسى ثم بمحمد (صلى اللّه عليه و سلم)، أو لإيمان أتباعك بسبب إيمانك «فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين» أي فلاحين القرى: أي و من ثم جاء في رواية: «إثم الفلاحين» و في رواية «إثم الأكارين» و الأكار: الفلاح، لأن أهل السواد و ما والاهم أهل فلاحة، و المراد إثم رعاياك الذين يتبعونك و ينقادون لأمرك. و خص هؤلاء بالذكر لأنهم أسرع انقيادا من غيرهم، لأن الغالب عليهم الجهل و الجفاء و قلة الدين، و المراد عليك مع إثمك إثم رعاياك، لأنه إذا أسلم أسلموا و إذا امتنع امتنعوا، فهو متسبب في عدم إسلامهم، و الفاعل لمعصية المتسبب لارتكاب غيره لها عليه الإثم من جهتين: جهة فعله وجهة تسببه‌ قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى‌ كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَ لا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) [آل عمران: الآية 64] و الواو في قوله (صلى اللّه عليه و سلم): «و يا أهل الكتاب» عاطفة على مقدر معطوف على قوله أدعوك. و التقدير أدعوك بدعاية الإسلام، و أقول لك و لأتباعك يا أهل الكتاب.

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست