responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 296

عهد له، و أول تلك الأربعة يوم النحر من ذلك العام. و من لا عهد له فعهده إلى انقضاء المحرم».

و كان المشركون إذا سمعوا النداء ببراءة يقولون لعلي (كرم اللّه وجهه): سترون بعد الأربعة أشهر، فإنه لا عهد بيننا و بين ابن عمك إلا الطعن و الضرب.

و إنما أمر (صلى اللّه عليه و سلم) بما ذكر، لأنهم كانوا يحجون مع المسلمين و يرفعون أصواتهم بقولهم: لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه و ما ملك. أي و تقدم سبب الإتيان بذلك، و يطوف رجال منهم عراة ليس على رجل منهم ثوب بالليل، فيقول الواحد منهم: أطوف بالبيت كما ولدتني أمي ليس عليّ شي‌ء من الدنيا خالطه الظلم:

أي و في لفظ التي قارفنا فيها الذنوب.

و كان لا يطوف الواحد منهم بثوب إلا بثوب من ثياب الحمس و هم قريش، يستعيره أو يكتريه، و إذا طاف بثوب من ثيابه ألقاه بعد طوافه فلا يمسه هو و لا أحد غيره أبدا، فكانوا يسمون تلك الثياب اللعنى.

و في الكشاف: كان أحدهم يطوف عريانا و يدع ثيابه وراء المسجد، و إن طاف و هي عليه ضرب و انتزعت منه، لأنهم قالوا لا نعبد اللّه في ثياب أذنبنا فيها. و قيل تفاؤلا بأن يعروا من الذنوب كما يعرون من الثياب.

و كانت النساء يطفن كذلك، و قيل كانت الواحدة تلبس درعا مفرجا. و قد طافت امرأة عريانة و يدها على قبلها و هي تقول:

اليوم يبدو بعضه أو كله‌* * * فما بدا منه فلا أحله‌

فأنزل اللّه تعالى: يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف: الآية 31] قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ‌ [الأعراف: الآية 32] فأبطلت ذلك سورة براءة في تلك السنة، أي و قيل الزينة المشط، و قيل الطيب.

و كان بنو عامر في أيام الحج لا يأكلون الطعام إلا قوتا، و لا يأكلون دسما يعظمون بذلك حجتهم، فقال المسلمون فإنا أحق أن نفعل ذلك، فقيل لهم:

وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا وَ لا تُسْرِفُوا [الأعراف: الآية 31].

و يحكى أن بعض الأطباء الحذاق من النصارى، قال لبعض الحكماء: ليس في كتابكم من علم الطب شي‌ء. و العلم علمان: علم الأبدان و علم الأديان. فقال له:

قد جمع اللّه الطب كله في بعض آية من كتابه، قال له: و ما هي، قال: قوله:

وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا وَ لا تُسْرِفُوا [الأعراف: الآية 31]، فقال النصراني: و لا يؤثر عن رسولكم (صلى اللّه عليه و سلم) شي‌ء من الطب؟ قال: قد جمع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الطب في ألفاظ يسيرة. قال: و ما هي؟

قال قوله: «المعدة بيت الداء، و الحمية رأس كل دواء، و أعط كل بدن ما عودته». فقال‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست