responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 290

سرية خالد بن الوليد رضي اللّه تعالى عنه إلى أكيدر بن عبد الملك بدومة الجندل، و كان نصرانيا

بعث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) خالد بن الوليد في أربعمائة و عشرين فارسا في رجب سنة تسع إلى أكيدر بدومة الجندل و قال له: إنك ستجده يصيد البقر، فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين، و كانت ليلة مقمرة صافية و هو على سطح له و معه امرأته، فجاءت البقر تحك بقرونها باب الحصن، فقالت له امرأته: هل رأيت مثل هذا قط؟ قال: لا و اللّه، قالت: فمن يترك هذه؟ قال: لا أحد، فنزل فأمر بفرسه فأسرج، و ركب معه نفر من أهله فيهم أخ له يقال له حسان، فتلقتهم خيل خالد فاستأسر أكيدر، و قاتل أخوة حتى قتل، و أجار خالد أكيدر من القتل حتى يأتي به رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) على أن يفتح له دومة الجندل، و كان على أكيدر قباء من ديباج مخوصة: أي فيها خوص منسوجة بالذهب مثل خوص النخل، فاستلبه خالد إياها، و أرسلها لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فتعجبت الصحابة منها. فقال (صلى اللّه عليه و سلم): «لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا» أي و قد تقدم. و صالح على أهل دومة الجندل بألفي بعير و ثمانمائة رأس و أربعمائة درع و أربعمائة رمح.

ثم خرج خالد بأكيدر و أخيه مصاد قافلا إلى المدينة، فقدم بالأكيدر على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فصالحه على الجزية، و حقن دمه و دم أخيه، و خلى سبيلهما، و كتب له كتابا فيه أمانهم و ختمه يومئذ بظفره: أي و من جملة الكتاب: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، من محمد رسول اللّه لأكيدر حين أجاب إلى الإسلام، و خلع الأنداد و الأصنام مع خالد بن الوليد سيف اللّه في دومة الجندل و أكنافها» إلى آخره، و هذا كما لا يخفى يدل على أن أكيدر أسلم، أي و هو الموافق لقول أبي نعيم و ابن منده بإسلامه، و أنه معدود من الصحابة و أهدى إلى النبي (صلى اللّه عليه و سلم) حلة، فوهبها (صلى اللّه عليه و سلم) لعمر بن الخطاب.

و ذكر ابن الأثير: أي في أسد الغابة أن القول بإسلامه غلط فاحش، فإنه لم يسلم بلا خلاف بين أهل السير، أي و حينئذ يكون قوله في الكتاب حين أجاب إلى الإسلام أي انقاد إليه. و يبعده قوله: و خلع الأنداد و الأصنام فليتأمل، و أنه (صلى اللّه عليه و سلم) لما صالحه عاد إلى حصنه و بقي فيه على نصرانيته.

ثم إن خالدا رضي اللّه تعالى عنه حاصره في زمن أبي بكر الصديق رضي اللّه تعالى عنهما فقتله لنقضه العهد.

قال ابن الأثير: و ذكر البلاذري أن أكيدر لما قدم على النبي (صلى اللّه عليه و سلم) أسلم، ثم بعد موته (صلى اللّه عليه و سلم) ارتد، ثم قتله خالد: أي بعد أن عاد من العراق إلى الشام.

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست