responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 29

عن هذه الآيات، لأن البسملة نزلت أولها، و تقدم الخلاف في وقت نزولها فليتأمل، ثم قال (صلى اللّه عليه و سلم) «اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول اللّه سهيل بن عمرو، فقال سهيل بن عمرو: لو شهدت أنك رسول اللّه لم أقاتلك و لم أصدك عن البيت، و لكن اكتب باسمك و اسم أبيك» أي و في لفظ «لو أعلم أنك رسول اللّه ما خالفتك، و اتبعتك، أ فترغب عن اسمك و اسم أبيك محمد بن عبد اللّه؟ فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لعلي (كرم اللّه وجهه): امحه» و في لفظ «امح رسول اللّه، فقال علي (كرم اللّه وجهه): ما أنا بالذي أمحاه، و في لفظ: لا أمحوك، و في لفظ: و اللّه لا أمحوك أبدا، فقال: أرنيه، فأراه إياه، فمحاه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بيده الشريفة، و قال اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد اللّه سهيل بن عمرو، و قال: أنا و اللّه رسول اللّه و إن كذبتموني، و أنا محمد بن عبد اللّه» و في لفظ «فجعل عليّ يتلكأ و يأبى أن يكتب إلا محمد رسول اللّه، فقال له (صلى اللّه عليه و سلم): اكتب فإن لك مثلها تعطيها و أنت مضطهد»:

أي مقهور.

و هو إشارة منه (صلى اللّه عليه و سلم) لما سيقع بين عليّ و معاوية رضي اللّه تعالى عنهما فإنهما في حرب صفين وقعت بينهما المصالحة على ترك القتال إلى رأس الحول. و كان القتال في صفر دام مائة يوم و عشرة أيام، قتل فيه سبعون ألفا خمسة و عشرون ألفا من جيش علي (كرم اللّه وجهه) من جملة تسعين ألفا و خمسة و أربعون ألفا من جيش معاوية من جملة مائة و عشرين ألفا.

فلما كتب الكاتب في الصلح: هذا ما صالح عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرم اللّه وجهه) و معاوية بن أبي سفيان رضي اللّه عنهما، قال عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما الذي هو أحد الحكمين: اكتب اسمه و اسم أبيه، و أرسل معاوية يقول لعمرو: لا تكتب أن عليا أمير المؤمنين، لو كنت أعلم أنه أمير المؤمنين ما قاتلته، فبئس الرجل أنا إن أقررت أنه أمير المؤمنين ثم أقاتله، و لكن اكتب عليّ بن أبي طالب و امح أمير المؤمنين، فقيل له: يا أمير المؤمنين لا تمح إمارة اسم أمير المؤمنين، فإنك إن محوتها لا تعود إليك، فلما سمع علي (كرم اللّه وجهه) ذلك، و أمره بمحوها، و قال امحها تذكر قول النبي (صلى اللّه عليه و سلم) له في الحديبية ما تقدم، و من ثم قال: اللّه أكبر مثلا بمثل، و اللّه إني لكاتب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يوم الحديبية إذ قالوا لست برسول اللّه و لا نشهد لك بذلك، اكتب اسمك و اسم أبيك محمد بن عبد اللّه، فقال عمرو بن العاص رضي اللّه عنه: سبحان اللّه أ تتشبه بالكفار؟ فقال له علي (كرم اللّه وجهه): يا بن النابغة: أي العاهرة، و متى كنت عدوا للمسلمين هل تشبه إلا أمك التي وقعت بك، فقال عمرو: لا يجمع بيني و بينك مجلس أبدا، فقال عليّ (كرم اللّه وجهه): إني لأرجو اللّه أن يطهر مجلسي منك و من أشباهك.

و ذكر أن أسيد بن حضير و سعد بن عبادة رضي اللّه عنهما أخذا بيد عليّ كرم‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست