responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 280

بعد اليوم على شي‌ء، و كتب رضي اللّه عنه إلى الأمصار: إني لم أعزل خالدا عن مبخلة و لا خيانة و لكن الناس فتنوا به فأحببت أن يعلموا أن اللّه هو الصانع، أي و أن نصر خالد على من قاتله من المشركين ليس بقوته و لا بشجاعته، بل بفضل اللّه.

فالصّديق لم يعزل خالد بن الوليد مع فعله ما يكرهه بتأويل له في ذلك، كما أنه (صلى اللّه عليه و سلم) لم يعزله مع فعله لما كرهه (صلى اللّه عليه و سلم) حيث رفع يديه إلى السماء و قال: اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد، لكونه كان شديدا على الكفار، لرجحان المصلحة على المفسدة. و سيدنا عمر رضي اللّه تعالى عنه عزله لخوف افتتان الناس به، فعزله و ولى أبا عبيدة بن الجراح.

قال بعضهم: كان الصديق رضي اللّه تعالى عنه لينا و خالد بن الوليد شديدا، و عمر رضي اللّه تعالى عنه كان شديدا و أبو عبيدة لينا، فكان الأصلح لكل منهما أن يولي من ولاه ليحصل التعادل، و اللّه أعلم.

و أخبر النبي (صلى اللّه عليه و سلم) أنه كان في القوم رجل قال لهم أنا لست من هؤلاء و لكني عشقت امرأة فلحقتها، فدعوني أنظر إليها ثم افعلوا بي ما بدا لكم، ثم أشار إلى نسوة مجتمعات غير بعيد. قال بعضهم: فقلت: و اللّه ليسير ما طلب، فأخذته حتى أوقفته عليهن فأنشد أبياتا، ثم جئت به، فقدموه فضربت عنقه، فقامت امرأة من بينهن، فجاءت حتى وقفت عليه فشهقت بفتح الهاء شهقة أو شهقتين ثم ماتت. أي و في رواية فأكبت عليه تقبله حتى ماتت انتهى. أي و في رواية فانحدرت إليه من هودجها فحنت عليه حتى ماتت، فعند ذلك قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «أ ما كان فيكم رجل رحيم القلب».

سرية أبي عامر الأشعري رضي اللّه تعالى عنه إلى أوطاس‌

لما انصرف (صلى اللّه عليه و سلم) من حنين و انهزم المشركون عسكر منهم طائفة بأوطاس، فبعث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أبا عامر الأشعري عم أبي موسى الأشعري في جماعة فيهم أبو موسى الأشعري. و وقع في الأصل أن أبا عامر ابن عم أبي موسى الأشعري قال في النور و هو غلط، و إنما أبو موسى ابن أخي أبي عامر. فلحقوا بالقوم و تناوشوا القتال: أي تكافئوا فيه، و بارز أبو عامر تسعة، و يقال إنهم إخوة و هو يقتلهم واحدا بعد واحد، أي و صار كل من برز له منهم يدعوه إلى الإسلام فيأبي فيقول اللهم اشهد و يحمل عليه فيقتله. ثم برز له أخوهم العاشر فقتل أبا عامر، أي فإنه قال له أسلم فأبى، فقال: اللهم اشهد فقال: اللهم لا تشهد و فرش يديه، فظن أبو عامر أنه أسلم فكف عنه، فعاد إلى أبي عامر فقتله ثم أسلم و حسن إسلامه رضي اللّه عنه، و كان إذا رآه (صلى اللّه عليه و سلم) يقول: هذا شريد أبي عامر.

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست