responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 279

خالد رضي اللّه عنه زوجة مالك بن نويرة و كانت من أجمل النساء. و يقال إن خالدا استدعى مالك بن نويرة و قال له: كيف ترتد عن الإسلام و تمنع الزكاة؟ أ لم تعلم أن الزكاة قرينة الصلاة؟ فقال: كان صاحبكم يزعم ذلك، فقال له: هو صاحبنا و ليس هو بصاحبك، يا ضرار اضرب عنقه، و أمر برأسه فجعل ثالث حجرين جعل عليها قدر يطبخ فيه لحم، فعل ذلك إرجافا لأهل الردة، فلما بلغ سيدنا عمر ذلك قال للصديق رضي اللّه تعالى عنهما اعزله، فإن في سيفه رهقا كيف يقتل مالكا و يأخذ زوجته؟ فقال الصديق رضي اللّه تعالى عنه: لا أغمد سيفا سله على الكافرين و المنافقين، سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يقول: «نعم عبد اللّه و أخو العشيرة خالد بن الوليد سيف من سيوف اللّه سله اللّه على الكافرين و المنافقين» و قال الصديق رضي اللّه تعالى عنه في حق خالد: عجزت النساء أن يلدن مثل خالد بن الوليد.

و في كلام السهيلي أنه روي عن عمر بن الخطاب أنه قال لأبي بكر الصديق:

إن في سيف خالد رهقا فاقتله، و ذلك حين قتل مالك بن نويرة و جعل رأسه تحت قدر حتى طبخ به، و كان مالك ارتد ثم رجع إلى الإسلام و لم يظهر ذلك لخالد، و شهد عنده رجلان من الصحابة برجوعه إلى الإسلام فلم يقبلهما و تزوج امرأته، فلذلك قال عمر لأبي بكر اقتله، فقال: لا أفعل لأنه متأول، فقال: اعزله، فقال: لا أغمد سيفا سله اللّه تعالى على المشركين، و لا أعزل واليا ولاه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم).

قيل و أصل العداوة بين خالد و سيدنا عمر رضي اللّه تعالى عنهما على ما حكاه الشعبي أنهما و هما غلامان تصارعا، و كان خالد ابن خال عمر، فكسر خالد ساق عمر فعولجت و جبرت.

و لما ولي سيدنا عمر رضي اللّه تعالى عنه الخلافة أوّل شي‌ء بدأ به عزل خالدا لما تقدم، و قال: لا يلي لي عملا أبدا. و قيل لكلام بلغه عنه، و من ثم أرسل إلى أبي عبيدة: إن أكذب خالد نفسه فهو أمير على ما كان عليه، و إن لم يكذب نفسه فهو معزول، فانتزع عمامته و قاسمه ماله نصفين فلم يكذب نفسه، فقاسمه أبو عبيدة ماله حتى إحدى نعليه و ترك له الأخرى و خالد يقول: سمعا و طاعة لأمير المؤمنين.

و بلغه أن خالدا أعطى الأشعث بن قيس عشرة آلاف و قد قصده ابتغاء إحسانه، فأرسل لأبي عبيدة أن يصعد المنبر و يوقف خالدا بين يديه و ينزع عمامته و قلنسوته و يقيده بعمامته، لأن العشرة آلاف إن كان دفعها من ماله فهو سرف، و إن كان من مال المسلمين فهي خيانة، فلما قدم خالد رضي اللّه تعالى عنه على عمر رضي اللّه تعالى عنه قال له: من أين هذا اليسار الذي تجيز منه بعشرة آلاف؟ فقال: من الأنفال و السهمان، قال: ما زاد على التسعين ألفا فهو لك، ثم قوّم أمواله و عروضه و أخذ منه عشرين ألفا، ثم قال له: و اللّه إنك عليّ لكريم، و إنك لحبيب، و لم تعمل لي‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست