responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 240

يمسه مشرك في حياته، و تقدم هنا أنه دعا اللّه أن يحمي لحمه فاستجاب اللّه له، فلم يحصل له ذلك لا في حياته و لا بعد موته.

أي و في كلام بعضهم: لما نذر عاصم أن لا يمس مشركا و و في بنذره عصمه اللّه عن مساس سائر المشركين إياه، فصار عاصم معصوما هذا.

و قيل إن هؤلاء العشرة لم يخرجوا ليأتوا بخبر قريش، و إنما خرجوا مع رهط من عضل و القارة، و هما بطنان من بني الهون قدموا على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و قالوا يا رسول اللّه إن فينا إسلاما، فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهونا في الدين و يقرءونا القرآن و يعلمونا شرائع الإسلام، فبعث (صلى اللّه عليه و سلم) معهم أولئك النفر، فساروا حتى إذا كانوا على الرجيع استصرخوا عليهم هذيلا، فلم يشعروا إلا و الرجال بأيديهم السيوف فدعوهم فأخذوا أسيافهم ليقتلوا القوم، فقالوا لهم: و اللّه لا نريد قتلكم، و لكنا نريد أن نصيب بكم شيئا من أهل مكة، و لكم عهد اللّه و ميثاقه أن لا نقتلكم، فأبوا الحديث، و الحافظ الدمياطي (رحمه اللّه) اقتصر على هذا الثاني، و أن أميرهم كان مرثدا الغنوي رضي اللّه تعالى عنه، فقال: سرية مرثد الغنوي إلى الرجيع، قال قدم رهط من عضل و القارة فقالوا: يا رسول اللّه إن فينا إسلاما الحديث، لكنه في سياق القصة قال و أمر عليهم عاصما و قيل مرثدا رضي اللّه تعالى عنهما، و أخر هذه السرية عن السرية بعدها التي هي سرية القراء إلى بئر معونة.

سرية القراء رضي اللّه تعالى عنهم إلى بئر معونة

لما قدم على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أبو عامر بن مالك ملاعب الأسنة: أي و يقال له ملاعب الرماح و هو رأس بني عامر. أي و يقال له أيضا أبو براء بالمد لا غير، و هو عم عامر بن الطفيل عدوّ اللّه، أي و أهدي إليه (صلى اللّه عليه و سلم) ترسين و راحلتين فقال له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «لا أقبل هدية من مشرك». و في رواية: «نهيت عن عطايا المشركين».

أقول: و في كلام السهيلي أنه أهدي إليه فرسا، و أرسل إليه إني قد أصابني وجع فابعث إلى بشي‌ء أتداوى به فأرسل إليه (صلى اللّه عليه و سلم) بعكة عسل، و أمره أن يستشفى به، و قال: «نهيت عن زبد المشركين» قال السهيلي: و الزبد مشتق من الزبد، لأنه نهي عن مداهنتهم و اللين لهم: كما أن المداهنة مشتقة من الدهن، فرجع المعنى إلى اللين، كذا قال، و لعل هذا كان بعد ما تقدم. و يحتمل أن يكون قبله و هو الأقرب و اللّه أعلم.

فلما قدم عليه أبو عامر عرض عليه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الإسلام و دعاه إليه فلم يسلم و لم يبعد عن الإسلام، أي و قال إني أرى أمرك هذا أمرا حسنا شريفا، أي و لم يسلم‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست