responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 236

و عن أسامة بن زيد رضي اللّه تعالى عنهما: «أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) كان جالسا مع أصحابه فأخذه ما كان يأخذه عند نزول الوحي فسمعناه يقول: و (عليه السلام) و رحمة اللّه و بركاته، فلما سري عنه (صلى اللّه عليه و سلم) قال: هذا جبريل (عليه السلام) يقرئني من خبيب السلام، خبيب قتلته قريش».

و قد جاء: أن المشركين دعوا أربعين ولدا ممن قتل آباؤهم يوم بدر فأعطوا كل واحد رمحا، و قالوا هذا الذي قتل آباءكم، فطعنوه بتلك الرماح حتى قتلوه، و وكلوا بتلك الخشبة أربعين رجلا، فأرسل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) المقداد و الزبير بن العوام رضي اللّه تعالى عنهما في إنزال خبيب عن خشبته. و في لفظ قال (صلى اللّه عليه و سلم): «أيكم ينزل خبيبا عن خشبته و له الجنة؟ فقال له الزبير بن العوام رضي اللّه تعالى عنه: أنا يا رسول اللّه و صاحبي المقداد بن الأسود، فجاءا فوجدا عندها أربعين رجلا لكنهم سكارى نيام فأنزلاه» و ذلك بعد أربعين يوما من صلبه و موته.

و حمله الزبير رضي اللّه تعالى عنه على فرسه و هو رطب لم يتغير منه شي‌ء فشعر بهما المشركون، أي و كانوا سبعين رجلا فتبعوهما، فلما لحقوا بهما قذفه الزبير رضي اللّه تعالى عنه، فابتلعته الأرض اه. و من ثم قيل له بليع الأرض، أي و كشف الزبير رضي اللّه تعالى عنه العمامة عن رأسه و قال لهم: أنا الزبير بن العوام و صاحبي المقداد بن الأسود أسدان رابضان يذبان عن شبلهما، فإن شئتم ناضلتكم، و إن شئتم نازلتكم، و إن شئتم انصرفتم، فانصرفوا عنهما.

و قدما على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) المدينة و كان عنده (صلى اللّه عليه و سلم) جبريل (عليه السلام)، فقال له جبريل: يا محمد إن الملائكة تباهي بهذين الرجلين من أصحابك، فنزل فيهما:

وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ‌ [البقرة: الآية 207] الآية، و تقدم أنه قيل إنها نزلت في عليّ (كرم اللّه وجهه) لما نام على فراشه (صلى اللّه عليه و سلم) ليلة ذهابه إلى الغار.

و قيل إنها نزلت في حق صهيب لما أراد الهجرة و منعه منها قريش، فجعل لهم ثلث ماله أو كله كما تقدم.

و رأيت بعضهم هنا قال: إنها نزلت في صهيب رضي اللّه تعالى عنه لما أخذه المشركون ليعذبوه، فقال لهم: إني شيخ كبير لا يضركم أمنكم كنت أو من غيركم، فهل لكم أن تأخذوا مالي و تدعوني و ديني ففعلوا.

و في كلام ابن الجوزي (رحمه اللّه) أن عمرو بن أمية هو الذي أنزل خبيبا، فعنه رضي اللّه تعالى عنه قال: جئت إلى خشبة خبيب فرقيت فيها فحللته فوقع إلى الأرض، ثم التفت فلم أر خبيبا ابتلعته الأرض، و هذا هو الموافق لما في السيرة الهشامية، و أن ذلك كان حين أرسله (صلى اللّه عليه و سلم) و الأنصار لقتل أبي سفيان بن حرب كما سيأتي إن شاء اللّه تعالى: أي كان خبيب رضي اللّه تعالى عنه تحرك على الخشبة

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست