responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 204

و لما رأى (صلى اللّه عليه و سلم) جبل أحد قال: «هذا أحد جبل يحبنا و نحبه» و تقدم ما في ذلك في غزوة أحد، و عن عائشة رضي اللّه تعالى عنها: «و لما قدم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) المدينة تلقاه النساء و الصبيان يقلن:

طلع البدر علينا* * * من ثنيات الوداع‌

وجب الشكر علينا* * * ما دعا للّه داع»

قال البيهقي (رحمه اللّه): و هذا يذكره علماؤنا عند مقدمه (صلى اللّه عليه و سلم) المدينة من مكة لا أنه عند مقدمه المدينة من تبوك، هذا كلامه، و لا مانع من تعدد ذلك.

و لما دنا (صلى اللّه عليه و سلم) من المدينة تلقاه عامة الذين تخلفوا، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لأصحابه: لا تكلموا رجلا منهم، و لا تجالسوهم حتى آذن لكم، فأعرض عنهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و المسلمون، حتى أن الرجل ليعرض عن أبيه و أخيه انتهى.

أي و عن فضالة بن عبيد: أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لما غزا غزوة تبوك جهد الظهر جهدا شديدا حتى صاروا يسوقونه، فشكوا إليه (صلى اللّه عليه و سلم) ذلك و رآهم يسوقونه، فوقف (صلى اللّه عليه و سلم) في مضيق و الناس يمرون فيه فنفخ في الظهر، و قال: اللهم احمل عليها في سبيلك فإنك تحمل على القوي و الضعيف و الرطب و اليابس في البر و البحر، فزال ما بها من الإعياء، و ما دخلنا إلا و هي تنازعنا أزمّتها.

و جاء: «أن حية عارضتهم في الطريق عظيمة الخلقة، فانحاز الناس عنها، فأقبلت حتى وقفت على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و هو على راحلته طويلا و الناس ينظرون إليها، ثم التوت حتى اعتزلت الطريق فقامت قائمة، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): تدرون من هذا؟ قالوا: اللّه و رسوله أعلم، قال: هذا أحد الرهط الثمانية من الجن الذين وفدوا إليّ يستمعون القرآن أي بنخلة عند منصرفه (صلى اللّه عليه و سلم) من الطائف، و تقدم الكلام عليه فرأى عليه من الحق حين ألمّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ببلده أن يسلم عليه، و ها هو يقرئكم السلام» فقال الناس: و (عليه السلام) و رحمة اللّه.

و قد كان تخلف عنه (صلى اللّه عليه و سلم)، رهط من المنافقين و كانوا بضعة و ثمانين رجلا، و تخلف عنه أيضا كعب بن مالك و كان من الخزرج و مرارة بن الربيع و هلال بن أمية و كانا من الأوس، فأما المنافقون فجعلوا يحلفون و يعتذرون فقبل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) منهم علانيتهم، و وكل سرائرهم إلى اللّه، و استغفر لهم، و أما الثلاثة، فعن كعب بن مالك الخزرجي رضي اللّه تعالى عنه أنه قال: «لما جئته (صلى اللّه عليه و سلم) و سلمت عليه تبسم تبسم المغضب و قال لي تعال، فجئت حتى جلست بين يديه، فقال: ما خلفك؟ فصدقته، و قلت: و اللّه ما كان لي من عذر، و اللّه ما كنت قط أقوى و لا أيسر مني حين تخلفت عنك» و في رواية: «قلت: يا رسول اللّه لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست