responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 183

و ذكر الغزالي (رحمه اللّه) أن إخلاف الوعد لا يكون كذبا إلا إذا عزم حين الوعد على عدم الوفاء.

أي و يدل لذلك ما جاء عن عبد اللّه بن ربيعة قال: «جاء رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إلى بيتنا و أنا صبي صغير، فذهبت لألعب، فقالت أمي: يا عبد اللّه تعال أعطك، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): ما أردت أن تعطيه؟ قالت: أردت أن أعطيه تمرا، قال: لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة».

و أحرم (صلى اللّه عليه و سلم) من الجعرانة و دخل مكة ليلا، و استمر يلبي حتى استلم الحجر، ثم رجع من ليلته، و أصبح بها كبائت. و في لفظ: أصبح بمكة كبائت و فيه نظر، و لم يسق هديا في هذه العمرة و حلق رأسه و كان الحالق لرأسه الشريف أبا هند الحجام و قيل أبو خراش بن أمية الذي حلق رأسه (صلى اللّه عليه و سلم) في الحديبية، و أتى بأعمال العمرة بعد أن أقام بالجعرانة ثلاث عشرة ليلة، و قال: اعتمر منها سبعون نبيا.

غزوة تبوك‌

بعدم الصرف للعلمية و التأنيث: و وقع في البخاري صرفها نظرا للموضع، أي و يقال لها غزوة العسيرة، و يقال لها الفاضحة، لأنها أظهرت حال كثير من المنافقين.

ففي شهر رجب سنة تسع أي بلا خلاف، و وقع في البخاري أنها كانت بعد حجة الوداع، قيل و هو غلط من النساخ، بلغ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أن الروم قد جمعت جموعا كثيرة الشام، و أنهم قدموا مقدماتهم إلى البلقاء المحل المعروف.

أي و ذكر بعضهم أن سبب ذلك أن متنصرة العرب كتبت إلى هرقل: إن هذا الرجل الذي قد خرج يدعي النبوّة هلك و أصابت أصحابه سنون أهلكت أموالهم، فبعث رجلا من عظمائهم و جهز معه أربعين ألفا، أي و لم يكن لذلك حقيقة، أي و إنما ذلك شي‌ء قيل لمن يبلغ ذلك للمسلمين ليرجف به و كان ذلك في عسرة في الناس و جدب في البلاد، أي و شدة من نحو الحر، و حين طابت الثمار و الناس يحبون المقام في ثمارهم و ظلالهم أي و كونه عند طيب الثمار يؤيد قول عروة بن الزبير: إن خروجه (صلى اللّه عليه و سلم) لتبوك كان في زمن الخريف، و لا ينافي ذلك وجود الحر في ذلك الزمن، لأن أوائل الخريف و هو الميزان يكون فيه الحر، و كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قلما يخرج في غزوة إلا كنى عنها و ورّى بغيرها، إلا ما كان من غزوة تبوك لبعد المشقة و شدة الزمن، أي و كثرة العدو، و ليأخذ الناس أهبتهم، و أمر الناس بالجهاز، أي و بعث إلى مكة و قبائل العرب ليستنفرهم، و حض أهل الغنى على النفقة و الحمل في سبيل اللّه، أي أكد عليهم في طلب ذلك، و هي آخر غزواته (صلى اللّه عليه و سلم)، و أنفق عثمان بن‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست