responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 177

بجاهلية و مصيبة، و إني أردت أن أجبرهم و أتألفهم، أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم فيّ لغاغة» بضم اللام و غينين معجمتين: أي شي‌ء قليل من الدنيا «ألفت بها قوما ليسلموا، أي ليحسن إسلامهم و يسلم غيرهم تبعا لهم، و وكلتكم إلى إسلامكم الثابت الذي لا يزلزل، أ لا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة و البعير و ترجعوا برسول اللّه إلى رحالكم؟ فو الذي نفس محمد بيده لو لا الهجرة لكنت رجلا من الأنصار». أي لانتسبت إلى المدينة «و لو سلك الناس شعبا» أي بكسر الشين المعجمة: و هو ما انفرج بين جبلين «و سلك الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، و أبناء الأنصار» و في لفظ: «فبكى القوم حتى أخضلوا لحالهم و قالوا: رضينا برسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قسما و حظا، ثم انصرف رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و تفرقوا» أي و قوله (صلى اللّه عليه و سلم) للأنصار: «أ لم تكونوا ضلالا فهداكم اللّه بي» ليس من المن المذموم في قوله (صلى اللّه عليه و سلم): «آفة السماحة المن» بل هو من التذكير بنعمة اللّه، لكن يشكل على ذلك قوله (صلى اللّه عليه و سلم) للأنصار: «أ لا تجيبوني الخ» فليتأمل، أي و قد جاء في مدح الأنصار «اللهم اغفر للأنصار، و أبناء الأنصار، و لأزواج الأنصار، و لذراري الأنصار، الأنصار كرشي و عيبتي، و إن الناس يكثرون و يقلون، فاقبلوا من محسنهم، و تجاوزوا عن مسيئهم» و في لفظ آخر: «اللهم صل على الأنصار، و على ذرية الأنصار و على ذرية ذرية الأنصار» و قال للأنصار: «أنتم شعار و الناس دثار» أي و الشعار الثوب: الذي يلي الجسد، و الدثار: الثوب الذي يكون فوق ذلك الثوب، فهم ألصق به و أقرب إليه (صلى اللّه عليه و سلم) من غيرهم و قال: «الأنصار حبهم إيمان، و بغضهم نفاق، اللهم اغفر للأنصار و لأبناء الأنصار و لأبناء أبناء الأنصار، و لنساء الأنصار، و لنساء أبناء الأنصار، و لنساء أبناء أبناء الأنصار». و في لفظ: «اللهم اغفر للأنصار، و لذراري الأنصار، و لذراري ذراريهم، و لمواليهم، و لجيرانهم، لا يبغض الأنصار رجل يؤمن باللّه و اليوم الآخر» و قال:

«لا تؤذوا الأنصار، فمن آذاهم فقد آذاني، و من نصرهم فقد نصرني، و من أحبهم فقد أحبني، و من أبغضهم فقد أبغضني، و من بغى عليهم فقد بغى عليّ، و من قضى لهم حاجة كنت في حاجته يوم القيامة أسرع. إن اللّه اختار دارهم لإعزاز دينه، و اختارهم لنبيه أنصارا» و قال (صلى اللّه عليه و سلم) «حب الأنصار آية الإيمان و بغضهم آية النفاق» و قال في الأنصار: «لا يحبهم إلا مؤمن، و لا يبغضهم إلا منافق، من أحبهم أحبه اللّه، و من أبغضهم أبغضه اللّه» و قال لهم: «اللهم أنتم أحب الناس إليّ قالها ثلاثا» قال: و قال حسان رضي اللّه عنه في مدح الأنصار:

سماهم اللّه أنصارا بنصرهم‌* * * دين الهدى و عوان الحرب تستعر

و سارعوا في سبيل اللّه و اعترفوا* * * للنائبات و ما خافوا و ما ضجروا

انتهى‌

أي و قد وقع له (صلى اللّه عليه و سلم) نظير ذلك، فعن عمرو بن ثعلبة: «أنه (صلى اللّه عليه و سلم) سبى فأعطى‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست