responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 164

أبي رغال و هو أبو ثقيف، أي و كان من ثمود قوم صالح أي و قد أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان ثم دفن فيه، أي بعد أن كان بالحرم و لم تصبه تلك النقمة، فلما خرج من الحرم إلى المكان المذكور أصابته النقمة.

فعن بعض الصحابة: حين خرجنا مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إلى الطائف فمررنا بقبر، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): هذا قبر أبي رغال و هو أبو ثقيف، و كان من ثمود، و كان بهذا الحرم يدفع عنه، فلما خرج منه أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه، الحديث.

و في العرائس عن مجاهد قيل له: هل بقي من قوم لوط أحد؟ قال: لا، إلا رجل بقي أربعين يوما و كان بالحرم فجاءه حجر ليصيبه في الحرم، فقام إليه ملائكة الحرم فقالوا للحجر: ارجع من حيث جئت، فإن الرجل في حرم اللّه تعالى، فرجع فوقف خارجا من الحرم أربعين يوما بين السماء و الأرض حتى قضى الرجل حاجته، و خرج من الحرم إلى هذا المحل أصابه الحجر فقتله فدفن فيه.

و أبو رغال هذا هو الذي كان دليلا لأبرهة ليوصله إلى مكة لما مر أبرهة بالطائف، و تلقاه أهله، و أظهروا له الطاعة، و قالوا له: نرسل معك من يدلك على الطريق، فأرسلوا أبا رغال معه دليلا كما تقدم. و قال (صلى اللّه عليه و سلم): «آية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب، إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه» فابتدر الناس فنبشوه و استخرجوا منه الغصن. و قدّم (صلى اللّه عليه و سلم) خالد بن الوليد رضي اللّه تعالى عنه على مقدمته: أي و هي خيل بني سليم مائة فرس قدمها من يوم خرج من مكة، و استعمل عليهم خالد بن الوليد، فلم يزل كذلك حتى وصل، فلما وصل نزل قريبا من الحصن و عسكر هناك، فرموا المسلمين بالنبل رميا شديدا حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحات.

أي و ممن أصيب أبو سفيان بن حرب، أصيبت عينه، فأتى النبي (صلى اللّه عليه و سلم) و عينه في يده، فقال: يا رسول اللّه، هذه عيني أصيبت في سبيل اللّه، فقال النبي (صلى اللّه عليه و سلم): «إن شئت دعوت فردت عينك، و إن شئت فالجنة. و في لفظ: فعين في الجنة، قال:

فالجنة، و رمى بها من يده»، أي و قلعت عينه الثانية في القتال يوم اليرموك عند مقاتلة الروم، فإن أبا سفيان رضي اللّه تعالى عنه كان في ذلك اليوم يحرض المسلمين على قتال الروم و الثبات لهم، و يقول لهم: اللّه اللّه عباد اللّه، انصروا اللّه ينصركم، اللهم هذا يوم من أيامك، اللهم أنزل نصرك على عبادك، و ذلك في آخر خلافة الصديق، فإن الصديق رضي اللّه عنه توفي و هم في الاستعداد للقتال باليرموك، و كان الأمير على العسكر خالد بن الوليد رضي اللّه عنه.

و لما ولي سيدنا عمر رضي اللّه تعالى عنه أرسل البريد بعزل خالد و ولاية أبي عبيدة بن الجراح على العسكر، فجاء البريد و قد التحم القتال بين المسلمين و الروم،

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست