responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 146

الكعبة: و اللّه لا نحب من قتل الأحبة، و لقد جاء لأبي الذي جاء لمحمد من النبوة فردها، و لم يرد خلاف قومه.

و عن الحارث بن هشام قال: «لما أجارتني أم هانئ، و أجاز رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) جوارها فصار لا أحد يتعرض لي، و كنت أخشى عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه، فمر عليّ و أنا جالس، فلم يتعرض لي، و كنت أستحي أن يراني رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لما أذكر برؤيته إياي في كل موطن مع المشركين، فلقيته و هو داخل المسجد، فلقيني بالبشر، فوقف حتى جئته فسلمت عليه و شهدت شهادة الحق، فقال: الحمد للّه الذي هداك، ما كان مثلك يجهل الإسلام».

و جاءه (صلى اللّه عليه و سلم) يوم الفتح السائب بن عبد اللّه المخزومي، أي و قيل عبد اللّه بن السائب بن أبي السائب، و قيل السائب بن عويمر، و قيل قيس بن السائب بن عويمر.

قال في الاستيعاب: و هذا أصح ما قيل في ذلك إن شاء اللّه تعالى، و كان شريكا له (صلى اللّه عليه و سلم) في الجاهلية، فقال: فأخذ عثمان و غيره يثنون عليّ، فقال (صلى اللّه عليه و سلم) لهم: لا تعلموني به، كان صاحبي. و في لفظ: لما أقبلت عليه قال: مرحبا بأخي و شريكي. كان لا يداري، و لا يماري، قد كنت تعمل أعمالا في الجاهلية لا تتقبل منك: أي لتوقف صحتها على الإسلام، و هي الأعمال المتوقفة على النية التي شرطها الإسلام و هي اليوم تتقبل منك، أي لوجود الإسلام.

و أرسل سهيل بن عمرو رضي اللّه تعالى عنه ولده عبد اللّه ليأخذ له أمانا منه (صلى اللّه عليه و سلم)، فقال: يا رسول اللّه أبي تؤمنه؟ فقال (صلى اللّه عليه و سلم): نعم هو آمن باللّه فليظهر، ثم قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لمن حوله: «من لقي سهيل بن عمرو فلا يحد إليه النظر، فلعمري إن سهيلا له عقل و شرف، و ما مثل سهيل يجهل الإسلام» فخرج ابنه عبد اللّه إليه فأخبره بقالة رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم). فقال سهيل: كان و اللّه برا صغيرا برا كبيرا، فكان سهيل رضي اللّه تعالى عنه يقبل و يدبر، و خرج إلى حنين مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و هو على شركه حتى أسلم بالجعرّانة.

و ذكر أن فضالة بن عمير بن الملوح حدّث نفسه بقتل النبي (صلى اللّه عليه و سلم) و هو يطوف بالبيت عام الفتح. قال: فلما دنا منه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم). قال يا فضالة، قال فضالة: نعم يا رسول اللّه، قال: ما ذا كنت تحدث به نفسك؟ قال: لا شي‌ء، كنت أذكر اللّه، فضحك النبي (صلى اللّه عليه و سلم)، ثم قال: استغفر اللّه، ثم وضع يده الشريفة على صدره فسكن قلبه، فكان فضالة رضي اللّه تعالى عنه يقول: و اللّه ما رفع يده عن صدري حتى ما خلق اللّه شيئا أحب إليّ منه.

قال: و لما كان الغد من يوم الفتح عدت خزاعة على رجل من هذيل فقتلوه و هو مشرك، فقام رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) خطيبا بعد الظهر مسندا ظهره الشريف إلى الكعبة.

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست