responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 142

قصدت منهم القنا فقوافي الطع* * * ن منها ما شأنها الايطاء

و أثارت بأرض مكة نقعا* * * ظن أن الغدو منها عشاء

أحجمت عنده الحجون و أكدى‌* * * دون إعطائه القليل كداء

و دهت أوجها بها و بيوتا* * * ملّ منها الإقواء و الإكفاء

فدعوا أحلم البرية و العف* * * و جواب الحليم و الإغضاء

ناشدوه القربى التي من قريش‌* * * قطعتها الترات و الشحناء

فعفا عفو قادر لم ينغص* * * ه عليهم بما مضى إغراء

و إذا كان القطع و الوصل‌* * * للّه تساوى التقريب و الإقصاء

و سواء عليه فيما أتاه‌* * * من سواه الملام و الإطراء

و لو إن انتقامه لهوى النف* * * س لدامت قطيعة و جفاء

قام للّه في الأمور فأرضى‌* * * اللّه عنه تباين و وفاء

فعله كله جميل و هل ين* * * ضح إلا بما حواه الإناء

أي ألقت قومه الذين لم يؤمنوا به بين يديه حبائل بغيهم التي مدها المكر و الدهاء حالة كون ذلك منهم، فبسبب مكرهم أتتهم من قبله خيل تتبختر بها راكبوها إلى الحرب و الخيل عليها الشجعان كبر و ترفع في الحرب، قصدت في أبدانهم الرماح، فبسبب قصدها بهم كانت الطعنات المشبهة بالقوافي في تتابعها حالة كون ذلك الطعن من تلك الرماح، ما عابها الإيطاء: أي لم يعدم وجوده فيها. و الإيطاء في القافية: تكريرها متحدة اللفظ و المعنى و هو معيب على الشاعر، لأنه يدل على قصوره. و الطعنات المتوالية في محل واحد تدل على قصر ساعد الشجاع. و رفعت تلك الخيل غبارا أظلم الجو حتى ظن أن وقت الغدو من تلك الغبرة وقت العشاء، و ذلك بأرض مكة عند فتحها، أمسكت عند ذلك الغبار لكثرته الحجون، و هو كداء بالفتح و المد: أعلى مكة لكثرة ما أعطاه (صلى اللّه عليه و سلم) الناس، و أعطى النبي (صلى اللّه عليه و سلم) القليل من الناس كداء بالضم و المد: و هو أسفل مكة، و هذه لغة فيه قليلة، و عند ذلك قلّ غباره، و أهلكت تلك الخيول أوجها من الناس بمكة ممن أباح دمه و من قاتل، و أهلكت بيوتا كان أهل مكة يرجعون إليها. ملّ من تلك البيوت: خلوّها عن أنس بها و الرجوع إليها، و عند ذلك طلبوا منه العفو عما مضى منهم، و جواب الحليم لمن سأله العفو عنه العفو. و إرخاء الجفون من الحياء، و حلفوه بالقربى التي وصلت إليه من بطون قريش، و هم ولد النضر بن كنانة التي قطعتها المقاتلة و التباغض و التحاسد، فبسبب ذلك عفا (صلى اللّه عليه و سلم) عفو قادر، لم يكدر ذلك العفو عنهم إغراء سفهائهم به حالة

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست