responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 118

و لما مر على أبي سفيان و هو واقف بمضيق الوادي، قال أبو سفيان: من هذه؟

قال: هؤلاء الأنصار، عليهم سعد بن عبادة معه الراية، فلما حاذاه سعد قال: يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة: أي الحرب و القتال: اليوم تستحل الحرمة. و في لفظ:

الكعبة، اليوم أذلّ اللّه قريشا، فلما أقبل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال بعضهم: و رأيته مع الزبير رضي اللّه تعالى عنه، فلما مر بأبي سفيان و حاذاه أبو سفيان ناداه: يا رسول اللّه أمرت بقتل قومك، فإنه زعم سعد و من معه حين مرّ بنا أنه قاتلنا، فإنه قال: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل اللّه قريشا، أنشدك اللّه في قومك فأنت أبر الناس و أرحمهم و أوصلهم، فقال عثمان و عبد الرحمن بن عوف رضي اللّه تعالى عنهما: يا رسول اللّه فإنا لا نأمن من سعد أن يكون له في قريش صولة، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): يا أبا سفيان كذب سعد، اليوم يوم المرحمة، اليوم أعزّ اللّه فيه قريشا. أي و في رواية: اليوم يعظم اللّه فيه الكعبة، اليوم تكسى فيه الكعبة، و أرسل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إلى سعد بن عبادة: أي أرسل عليا (كرم اللّه وجهه) أن ينزع اللواء منه و يدفعه لابنه قيس رضي اللّه تعالى عنهما. و قيل أعطاه للزبير، و قيل لعليّ (كرم اللّه وجهه) خشية أن يقع من ابنه قيس ما لا يرضاه (صلى اللّه عليه و سلم)، أي لأن قيسا رضي اللّه تعالى عنه كان من دهاة العرب و أهل الرأي و المكيدة في الحرب مع النجدة و البسالة و الشجاعة. من وقف على ما وقع بينه و بين معاوية لما ولاه سيدنا عليّ (كرم اللّه وجهه) بعد قتل عثمان رضي اللّه تعالى عنه مصر لرأي العجب من وفور عقله، و مع ذلك كان له من الكرم ما لا مزيد عليه. وقفت له رضي اللّه تعالى عنه عجوز: و قالت له: أشكو إليك قلة الجرذان ببيتي. و الجرذان بالذال المعجمة: نوع من الفئران، فقال: ما أحسن هذا السؤال و قال لها: لأكثرنّ الجرذان ببيتك، فملأ بيتها طعاما و أدما. و قيل قالت له:

مشت جرذان بيتي على العصيّ، فقال لها: لأدعهن يثبن و ثبة الأسود، ثم ملأ بيتها طعاما، و لا مانع من تعدد الواقعة.

و من هذا الوادي ما كتب به بعضهم إلى عبد الملك بن مروان: يا أمير المؤمنين أشكو إليك الشرف. فقال له: ما أحسن ما استمنحت، و أعطاه عشرة آلاف درهم، فقيل له في ذلك؟ فقال: يسأل ما لا يقدر عليه، و يعتذر فلا يعذر.

و لما أشرف أبوه سعد رضي اللّه تعالى عنهما على الموت قسم ماله في أولاده، و كان له حمل لم يشعر به، فلما مات سعد و ولد له ذلك الحمل كلمه أبو بكر و عمر رضي اللّه تعالى عنهما في أن ينقض ما صنع أبوه من تلك القسمة، فقال: نصيبي للمولود، و لا أغير ما صنع أبي، و لم يكن في وجه قيس رضي اللّه تعالى عنه شعر، و كان مع ذلك جميلا، و كانت الأنصار رضي اللّه تعالى عنهم تقول: وددنا أن نشتري لقيس بن سعد لحية بأموالنا. و كان له ديون على الناس كثيرة فلما مرض رضي اللّه‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست